ماذا يعني الاعتراف بالعنف والمظالم الواقعة على شعب الروهنجيا في ميانمار.. ثم وصف هذه الأعمال بأنها ” ليست على مستوى الإبادة الجماعية”؟
حقيقةً يتم تفسير المصطلحات حسب ما يراه مناسبا أصحابُ الهيمنة والسيطرة على العالم.
من لا يعرف أن ما جرى على المسلمين الروهنجيا من قتل وتشريد وتهجير قسري وحرق ودمار شامل لقرى وأرياف المسلمين في أراكان ميانمار, ثم تجميع المسلمين في المخيمات المبنية من خامات محلية كأعواد القصب والبلاستيك مما لا يحميهم من المطر ولا حر الشمس ولا الشتاء القارص؟ ألا تعد هذه المظالم ضمن “الإبادة الجماعية”؟
وحسب ما ورد في وصف الإبادة الجماعية في ويكبيديا ( الموسوعة الحرة):
يطلق اسم الإبادة على سياسة القتل الجماعي المنظمة ـ عادةً ما تقوم بها حكومات وليست أفرادًا ـ ضد مختلف الجماعات.
الفظاعات التي ارتكبت أثناء محاولات الإبادة لطوائف وشعوب على أساس قومي أو عرقي أو ديني أو سياسي، صنفت كجريمة دولية في اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالإجماع سنة 1948م ووضعت موضع التنفيذ عام 1951م بعد أن صادقت عليها عشرون دولة.
حتى الآن صادقت 133 دولة على الاتفاقية من بينها الاتحاد السوفيتي 1954م والولايات المتحدة 1988م.
من الدول العربية صادقت المملكة العربية السعودية ومصر والعراق والأردن والكويت وليبيا والمغرب وسوريا وتونس. في هذه الاتفاقية، بِمُوجِب المادة الثانية، تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:
- (أ) قتل أعضاء من الجماعة،
- (ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،
- (ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،
- (د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة،
- (هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.
لا يخفى على أحد أن ما جرى بحق مسلمي أراكان في ميانمار من مظالم وحشية وبربرية ومن انتهاك الحقوق الواسعة يطلق عليه وصف الإبادة الجماعية بموجب ما جاء في ويكبيديا.
أليس قانون ميانمار عام 1982 بحرمان الروهنجيا من الجنسية الميانمارية ظلما يمهد للقتل الجماعي للمسلمين على أيدي البوذيين كما حدث عام2012م مما يصدق عليه “الإبادة الجماعية”؟
أليس من الإبادة الجماعية حرق وتدمير قرى المسلمين تدميرا شاملا ليضطروا لترك وطنهم إلى الدول المختلفة بمئات الآلاف؟
أليس من ” الإبادة الجماعية ” موت أكثر من خمسة آلاف إنسان في البحر لكونهم مضطرين للتهجير القسري؟
لماذا اضطر الروهنجيا لأن يعيشوا في بنجلاديش لاجئين مع حرمانهم حتى من أبسط الحقوق الإنسانية وعددهم قد جاوز نصف المليون حسب إحصائية رسمية، ألا يعتبر ذلك إبادة عرقية بطريقة منظمة؟
ما الذي دفع هذا الحشد الكبير للجوء إلى بلاد مختلفة من المملكة العربية السعودية وباكستان وماليزيا واندونيسيا وتايلاند؟
إن مسلسل الظلم والعنف بحق المسلمين في أراكان ميانمار شاهد على أنها ” الإبادة الجماعية “؛ أرادتها حكومة ميانمار العسكرية الغاشمة السابقة, ورغم كل ذلك يتعامل المجتمع الدولي مع هؤلاء المجرمين تعامل الأصدقاء والأبرياء ويبرؤهم من الظلم بطريقة فنية ومن ضمنها تصريح الخارجية الأمريكي:
The State Department to not declare the atrocities done by Buddhists against the Rohingya Muslims indicates that the persecution in Myanmar does not qualify for such designation.
“While it’s without question that they continue to face persecution, we did not determine that it was on the level of genocide,” State Department spokesman John Kirby said.
فوزارة الخارجية الأمريكية لا ترى أن الفظائع التي يرتكبها البوذيون ضد المسلمين الروهينجا في ميانمار لا ترقى لحالة الإبادة الجماعية رغم أنهم من دون شك لا يزالون يواجهون الاضطهاد، حسب قول جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية.
هل ينتظرون إلى اللحظة الأخيرة حين يتم محو العرقية المسلمة تماما من أراكان ميانمار التي كانت دولة للمسلمين والتي كان المسلمون أكثرية فيها, ثم حُولوا إلى الأقلية جراء المظالم الوحشية من قبل حكومة ميارنمار الغاشمة, والشعب البوذي الحاقد على الإسلام والمسلمين؟
نحن نطالب المجتمع الدولي والدول الكبرى وجميع المنظمات الأممية والحقوقية اتخاذ موقف العدل والإنصاف في ضوء القوانين والمواثيق الدولية والحقوق الإنسانية وإعادة النظر فيما تراه وزارة الخارجية الأمريكية من رؤية غير مقبولة لدى الجميع بشأن مسلمي الروهنجيا في أراكان ميانمار.