استنكر المهندس أحمد السباعي، القيادي بحزب الوطن، القيود التي يفرضه أحد أطراف الصراع كشرط لقبول المصالحة أو مبادرة تحت مسمى “خط أحمر”، مشيرًا إلي أن هذه الشرطة تسقط أي فرصة لرأب الصدع بين قوى الصراع.
يقول السباعي في مقال له بعنوان “خط أحمر” إن بفضل ابتذال هذه الكلمة التي فقدت رونقها و معناها في التفاوض يضع المفاوض دائما سقفا عاليًا لمطالبه قد يتجاوز أحيانا المنطق أو ما يمكنه تحقيقه و يكون غالبا أكثر من ان يقبل به الطرف الأخر و يضع أيضا أرضية تفاوضيه هي الأخر ما يمكن أن يقبل به في مفاوضاته و يسميها الخط الاحر”.
ويضيف السباعي لـ”علامات”: “تستخدم الكلمة أيضا للتعبير عن كثير من الثوابت التي لا يمكن تجاوزها أو التنازل عنها بل أحيانا تعبر عن كثير من التابوهات التي يقدسها بعض ذوي التوجهات و يمتنع لديهم التنازل عنها إلا أنه لوحظ أن كثرة استخدام التعبير ” الخط الأحمر ” قد افقده ذلك الرونق الذي يشعر الطرف الأخر بقوة تمسكك بالأمر و عدم وجود أي فرصه للتنازل عنه و ذلك لشيوع استخدامه حتى استخدمه كثير من الناس و في كثير من المجالات و انتهك اغلبهم بعدها ذلك الخط الأحمر بعدما أعلنوا قدسيته”.
وتابع قيادى الوطن: “أنظر إلى بعض من يرفضون الكذب و التدليس الإعلامي الموجه للرأي العام الرسمي و كيف يعلن هؤلاء الرافضون أن ثوابتهم و قياداتهم و قضاياهم خط أحمر ثم إذا هم يقعون في نفس الأخطاء و بنفس الكيفية و ما أسهل أن يذكر لك مبررا ليس له علاقة بالقضية مطلقا أو يقول لم أكن اقصد و كأنه بذلك يبرئ ساحته و ينقي صحيفته وهو يقع في مستنقع العفن الإعلامي و يستبيح الخط الأحمر الذي وضعه مفقدا إياه و نفسه رونق المعنى مع إننا يجب أن نضع لأنفسنا دائما ” خط احمر ” من الأخلاقيات و المهنية و الالتزام يردعنا و يمنعنا من الانزلاق إلى مستنقعات نرفضها و نعتبر تجاوزها ” خطا احمر، مختتمًا “فهل من مدكر”.