د. فتحي أبو العينين : الجامعة لا زالت تواجه إستبداد السلطة السياسية
د. عواطف عبد الرحمن: إبعاد الامن عن الجامعات والحركة الطلابية ضرورة
د. سليمان العطار : الجامعات الخاصة حولت التعليم إلي سلعة
أكد الدكتور فتحي أبو العنين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن “الجامعة لازالت في المواجهة” وأننا مازلنا نواجه مواقف وتحديات تتعرض لها الجامعات المصرية بين الحين والآخر، سواء من جانب السلطة السياسية المستبدة، أو من جانب القوى الجامدة التي تريد لهذا المجتمع التخلف والجمود، وعدم معاصرة الحياة المدنية الحقيقية.
جاء ذلك خلال كلمته أمام ندوة “الجامعة في المواجهة” التي عقدت بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بعنوان قدمها الدكتور أحمد زايد الاستاذ بجامعة القاهرة ، وشارك فيها نخبة من أساتذة الجامعات المصرية، منهم الدكتورة عواطف عبد الرحمن والدكتور فتحي أبو العينين والدكتور سليمان العطار.
وأضاف “أبو العنين”، أن الجامعات المصرية ما زالت تتعرض للانتهاك، والأساتذة يتعرضون للحد من حرياتهم، فمنذ نشأة الحياة الجامعية في مصر وهي في صراع مع العديد من الأطراف، سواء سلطة أو قوى مجتمعية متخلفة، وقال أحمد لطفي السيد، رئيس جامعة القاهرة عند نشأتها” إن التعليم الجامعي أساسه حرية التفكير واستقلال الرأي وحرية البحث العلمي، لكن في بعض الأحيان كانت السلطة السياسية تُقْدِم على أشياء تعارض ذلك”.
وتابع: “في عام 1954 تعرضت الجامعة لمحنة حينما تم فصل تيار اليسار، ونقل بعضهم إلى أماكن أخرى بعيدة عن التربية والتعليم، وفي فترة السادات، ومبارك اقتحم الأمن المركزي الحرم وقبض على العديد من الطلاب أمام أعين الجميع، وكانت هذه إشارات على عدم استقلال الجامعات خلال فترات الحكم المختلفة، وهو ما أدى إلى تشكيل العديد من الحركات التي تطالب باستقلال الجامعات، فالجامعة تواجه قوى عاتية.
ضياع مكتسبات ثورة يناير
وقالت الدكتورة عواطف عبد الرحمن، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: إن الجامعة نشأت عام 1908 وكانت أهلية في بدايتها وتحولت بعد ثورة 1919 لجامعة حكومية، وأصبحت منارة لكل المصريين، وكانت باستقلالها حتى عام 1954، لكن من الأخطاء البشعة لثورة يوليو حملة التطهيرـ التي تم فيها طرد العديد من خيرة أساتذة الجامعة، ومن وقتها أصبحت الجامعة تابعة للدولة.
وأضافت “عبد الرحمن”، خلال كلمتها بالندوة : “أنه تم إلغاء المجلس الاستشاري وقانون تنظيم الجامعات، وتم عمل قانون عام 1958 ثم قانون 1963 الذي أصبح من خلاله تعيين رؤساء الجامعات من خلال قرار جمهوري، والكارثة أنه أصبح الشرط الأساسي لتعيينهم “موافقة الأمن”، ومن هنا برزت قضية استقلال الجامعات، خاصة في فترة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في السبعينيات، حينما اقتحم الأمن الحرم الجامعي، ومن وقتها وتحولت الجامعة لـ”ثكنة عسكرية”.
وأشارت إلى أن النشاط الطلابي في فترة السادات أصبح تحت قبضة الأمن، وتدهورت الحياة الجامعية، ونشب الخوف من وقتها في قلوب أساتذة الجامعات، حتى في مناقشة أقل حقوقهم، وتحول معظم الأساتذة إلى موظفين تكنوقراط منفذين للأوامر فقط.
وطالبت بتفعيل مصطلح “الثقافة في المواجهة” وتفعيل حق الأساتذة في انتخاب رؤسائهم، وهذا حق تم اكتسابه بفضل ثورة يناير، كما يجب تصحيح المسار المالي والإداري داخل الجامعة.
الحاجة لثورة إدارية
وأشارت د. عواطف إلى أن أغلب من يعمل في الجهاز الإداري للدولة غير مؤهل،مؤكدة علي الحاجة إلى ثورة إدارية داخل الجامعات، وضرورة ابعاد الأمن عن الحركة الطلابية والعلمية، وضرورة أن تستعيد الحركة الطلابية كامل هيبتها بعيدًا عن وصاية الأساتذة، وضرورة وضع قانون جديد بعيدًا عن وزارة التعليم العالي، وإبعاد وزارة المالية عن الحياة الجامعية.
واستطردت: “تساءلنا عن عدم إدارج ميزانية البحث العلمي للكليات الأدبية، أبلغونا أن معظم الميزانية تذهب للكليات العلمية، فعلى سبيل المثال في عام من الأعوام أرسلوا لنا 500 جنيه، هل هذه ميزانية لائقة بمكانة الأستاذ الجامعي، وأتصور أن القضية الأساسية هي حصولنا على حكم قضائي بطرد الحرس الجامعي، لكن العقلية الأمنية هيمنت علي الجامعة، وقضت على الدور التثقيفي للحركة الجامعية”.
الجامعات الخاصة كارثة
وانتقد الدكتور سليمان العطار، أستاذ الأدب الأندلسي بجامعة القاهرة، التعليم ما قبل الجامعي، مشيرًا إلى أنه غابت عنه المفاهيم، بالإضافة إلى غياب المفهوم الجامعي وأن التعليم تحول إلى سلعة، ولا يصح أن يكسب الإنسان مليمًا من التعليم، فالجامعات الخاصة كارثة كبرى، ولابد من عودة الجامعات الأهلية لضرورة استقلالها.
وأضاف: العمل الجامعي ليس فقط داخل الجامعة، وإنما خارج أسوارها، ويجب بلورة مفاهيم الثقافة في المواجهة، هذا العنوان كان يجب أن يكون أقل غموضًاوأكثر تحديدًا، وأدعو الجامعات لإنتاج المعرفة وتوزيعها، وان تكون المعرفة المنتجة تشمل تحديدالمفاهيم وبلورتها.