أكدت مصادر في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أنه يخطئ كثيرًا من يعتقد أن هناك من يقف مع دعم انخفاض الأسعار، أو أن دولاً ما تستفيد أو تتعمد الإبقاء على الأسعار منخفضة، مشيرة إلى أن الحقيقة هي أنه لا أحد يستفيد أو سيستفيد من استمرار فترة انخفاض أسعار النفط الخام.
وقالت المصادر في تصريحان نشرتها مجلة “الاقتصادية” إن كل أطراف صناعة النفط تأثروا كثيرًا من انهيار الأسعار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لكن بدرجات متفاوتة، مشيرة إلى أن التداعيات والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن ظروف السوق الراهنة كانت كثيرة وتكاليفها مرتفعة.
واستدلت المصادر على حديثها، بأنه بسبب بيئة الأسعار المنخفضة أصبحت منصات النفط غير مستغلة، والبنية التحتية المرتبطة بها تم إيقافها وفي بعض الأحيان تم تفكيكها وإيقاف خدمات الدعم، علاوة على أن الشركات النفطية التي كانت تنعم بالرواج والازدهار على مدى سنوات طويلة اضطرت أخيرًا إلى اللجوء إلى التقشف الشديد وقامت بشطب الوظائف وتسريح الآلاف من الموظفين.
وأضافت المصادر، أن هذه الشركات نفسها لم يعد أمامها خيار سوى أن تقوم بتخفيضات خطيرة ومقلقة في مستويات الاستثمار في الطاقة الإنتاجية الأساسية، ما يهدد دون شك تحقيق مستقبل آمن في إمدادات الطاقة للمستهلكين، وهو يزيد التوقعات بحدوث ارتفاع حاد في الأسعار في المستقبل.
وأشارت إلى أن منظمة أوبك سبق أن أطلقت عديدًا من التحذيرات من حدوث انهيار حاد في المعروض في المستقبل ومن ثم ارتداد الأسعار إلى الارتفاع بشكل حاد، ما يوجد أزمة عكسية في السوق، مشيرة إلى أن الارتفاع الحاد والانخفاض الحاد كلاهما غير صالح لاستقرار سوق النفط الخام ونموها.
وفى سياق متصل، واصلت أسعار النفط الخام أداءها السلبي لليوم الثالث على التوالي متأثرة بتصاعد المخاوف من تخمة المعروض، بعدما زادت القناعة في الأسواق بصعوبة توافق المنتجين أو التزامهم باتفاق لتجميد الإنتاج، وهو المقرر أن تجري مناقشته في الدوحة يوم 17 (أبريل) الجاري.
كما تسببت زيادة مخزونات البنزين وتراجع الطلب عليه لأول مرة منذ 14 شهرا في مزيد من الضغط على أسعار النفط التي سجلت مستويات قياسية في الانخفاض في منتصف شباط (فبراير) الماضي، ثم عاودت الارتفاع بقوة على مدار شهر ونصف الشهر لتكسب قرابة 50 في المائة إلا أن القلق المحيط بمواقف المنتجين جذب السوق إلى الانخفاض.
ولم تستفد السوق من التراجع الحاد في سعر صرف الدولار أمام بقية العملات الرئيسة، حيث سجل مستوى هو الأدنى في 17 شهرا، وكان من المفترض أن يمثل ذلك أكبر داعم للأسعار، خاصة أنه يتواكب من استمرار توقف الحفارات الأمريكية وتقلص المعروض النفطي الأمريكي، إلا أن المخاوف من تخمة المعروض ومن زيادة صادرات إيران وروسيا ودول “أوبك” بشكل عام جذبت الأسعار نحو انخفاضات قياسية جديدة.
من جهته، قال ماركوس كروج كبير محللي “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن السوق تتعرض لتقلبات سعرية متواصلة ومن الواضح أن انخفاض الأسعار لم يبلغ مداه كما توقع البعض، مشيرا إلى أن ضغوط تخمة المعروض أضاعت الفرصة على أسعار النفط للاستفادة من التراجع القياسي للدولار وتوقف الحفارات النفطية.
وأشار إلى أن السوق ستبقى متوترة ومتقلبة حتى 17 (أبريل) موعد اجتماع الدوحة، لحين بلورة مواقف نهائية وجادة للمنتجين بخصوص قضية تجميد الإنتاج، مشيرا إلى أهمية أن تتعاون الأطراف كافة لدعم استقرار السوق وتعافي الأسعار، من أجل مصلحة الصناعة، محذرا من أن فشل الاجتماع ستكون له تداعيات وخيمة على السوق .
ولفت في تصريحات صحفية له إلى أن الشكوك في تثبيت الإنتاج أدت إلى خسائر نحو 2 في المائة في الأسعار خلال يوم واحد كما ظهرت بيانات سلبية عن تراجع الطلب الأمريكي على النفط بنحو 1 في المائة، مشيرا إلى وجود تحركات إيجابية للمنتجين لمواجهة الأزمة منها تقليل الدعم على الطاقة ومكافحة الفساد في القطاع النفطي في بعض الدول.