“إذا حضر الرز.. قل للوطنية طز”.. شعار يثير السخط ضد السيسي

حالة من الارتباك أصابت توجهات الجيش المصري الذي تسيطر عليه عصابة “السيسي”، فبعدما كانت الوطنية تعني الموت فداءً للأرض، أرسى قائد الانقلاب قاعدة جديدة على خلفية بيعه لجزيرتي تيران وصنافير، تقول: ” إذا حضر الرز.. قل للوطنية طز”!

 وظهر ذلك الإرباك جليًا في تخبط رئيس هيئة “عمليات القوات المسلحة” الأسبق، اللواء عبد المنعم سعيد، الذي “لحس” تصريحًا أكد فيه إن جزيرتي تيران وصنافير اللتين تنازل عنهما الانقلاب لصالح السعودية نهاية الأسبوع الماضي مصريتان، قبل أن يتراجع عن ذلك في غضون 24 ساعة ويقول إن الجزيرتين سعوديتان!

وتوقع مراقبون أن يكون السيسي قد تلقى الضوء الأخضر من الجيش، ببيع تيران وصنافير للجانب السعودي، وهو ما أكدته تلميحاته خلال خطابه الأربعاء الماضي أمام من وصفهم بـ”ممثلي المجتمع”، عندما مدح الجيش وأكد أنه “لا جيش إخواني ولا سلفي”.

وأكد المراقبون وجود توافق بين السيسي والجيش على التفريط في الجزيرتين، ورغم أن الأصل في الأمور العامة أن تكون بيد الشعب لا الجيش، إلا أن الأمر في مصر غير ذلك تمامًا، فمنذ انقلاب عام 1954 والجيش صاحب القول الفصل في قضايا السيادة.

أصلاً سعودية!

اللواء عبد المنعم سعيد أكد خلال برنامج “العاشرة مساء”، الذي يقدمه الإعلامي المؤيد للانقلاب، وائل الإبراشي على قناة “دريم” ، أن الجزيرتين مصريتان.

وتابع عبد المنعم “مصريتان مئة في المئة”، مضيفًا أنه اشتغل فيهما سنتي 1955 و1956 بعد تخرجه من الكلية الحربية، وأوضح أن مصر كانت لها نقطتا حدود على الجزيرتين بالإضافة إلى مهبط للطائرات الهيلكوبتر.

وفي لقاء تلفزيوني آخر، بعد 24 ساعة، نسف عبد المنعم أقواله الأولى وقال إن الجزيرتين سعوديتان!

وقال اللواء العسكري في اتصال هاتفي مع قناة “TEN” ، “هذه الجزر أصلا سعودية”، وظروف المنطقة جعلت السعودية تترك تأمين الجزيرتين للسعودية.

طمع العسكر وسخاء الرز

وفي أواخر عهد المخلوع مبارك، وتحديدًا عام 2010، اتفق العسكر والسعودية على حدودهما البحرية واعترف مبارك، طامعًا في سخاء المملكة، بادعاء السعودية ملكية الجزيرتين.

وجاء اعتراف السيسي الرسمي بسيادة السعودية على الجزيرتين، تنفيذًا لخطة المخلوع.

وبالرغم من قمع السيسي الهائل لمعارضي الانقلاب إلا أن جريمة التنازل عن الجزيرتين أغضبت جميع فئات الشعب، بل امتد الغضب إلى بعض مفاصل الجيش بعيدًا عن القيادات التي يسيطر عليها السيسي.

وقالت صحيفة “العربي الجديد” إن هناك حالة احتقان واستياء واسعين بين جنرالات كبار وضباط بالجيش المصري بسبب تفريط السيسي في جزيرتي تيران وصنافير للجانب السعودي.

حالة احتقان

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية مصرية لم تسمها، أن هناك حالة احتقان داخل بعض الأوساط العسكرية والسياسية القريبة من دوائر صناعة القرار الرسمي المصري، بعد إعلان تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

وأشارت المصادر إلى أن بعض القيادات العسكرية البارزة الموجودين بالخدمة حاليًّا، أبدوا اعتراضًا على التنازل عن الجزيرتين، لما لهما، وبالأخص تيران، من موقع استراتيجي عند مدخل خليج العقبة، الذي يمنح مصر أوراق ضغط  قوية أمام الكيان الإسرائيلي، خاصة في ظل التهديد الذي يتعرض له مضيق باب المندب بسبب العمليات الحربية في اليمن.

وفي كل مرة يجد قائد الانقلاب نفسه وجهاً لوجه مع غضب الشعب، يعمد إلى زيادات كبيرة في رواتب الضباط والجنود بالقوات المسلحة، في محاولة منه لضمان ولاء الجنرالات وتسكين ضمائرهم، متجاهلاً الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد؛ إلا أن بيع الجزيرتين فتح الباب للسؤال عن “الرز” الذي يسفه العسكر، بينما يطالب الانقلابُ الشعبَ بالتقشف، ويلغي الدعم عن السلع والوقود بما أثر على الفقراء، الذين ازدادوا فقراً مع قدوم السيسي.

وفي محاولة لقطع الطريق على أية تحركات مناوئة للانقلاب داخل المؤسسة العسكرية، والتي تشهد غضبا مكتوما، زعم السيسي خلال حديثه الأسبوع الماضي، أن “عقيدة القوات المسلحة تعني أن نحافظ على كل ذرة رمل في هذا الوطن”.

ورغم أن لقاء السيسي الأسبوع الماضي بشخصيات داعمة للانقلاب، إلا أن خطابه تركز على مواقف سياسية للجيش.

وبطريقة غير مباشرة، سعى السيسي للتقرب أكثر إلى الجيش بدلاً من البحث عن حلول وسياسات تقربه من الشعب، صاحب السلطة الحقيقية في البلاد، قائلاً: “الجيش لم يتآمر على أحد، ولم يعطل أحدًا، ولم يخوّن، ولم ولن يقوم بمؤامرات”، وهو مشهد على ما يبدو يفسر مخاوف وصلت للسيسي عن تذمر داخل المؤسسة العسكرية.

وفي الكواليس عزل قائد الانقلاب مؤخراً 22 ضابطًا بالجيش للشك في ولائهم، منهم ثلاثة من قادة الجيش برتبة لواء، وجاء هذا القرار بعد أن وردت أنباء للجيش ولوزير الدفاع صدقي صبحي، بأنه سيكون هناك انقلاب من بعض الضباط الساخطين على انهيار البلاد.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …