لم يذكر التاريخ أن الإخوان المسلمين انسحبوا من الحياة السياسية، ولم يسمع بهذا أحد، وقد مرت على الإخوان ابتلاءات قاسية؛ أقسى من الانقلاب الحالي في مصر، وأتت فترة كان فيها كل الإخوان خلف القضبان.. تقريباً.
ومع ذلك خرجوا أقوى، لأن “الإخوان” ليسوا مجرد حزب ينسحب بمجرد اعتقال قيادييه؛ فالجماعة تعلمت من ضربات سابقة .. تحرك “الإخوان” أكبر وأخطر من أن تفهمه عقول الانقلابيين، هذا إن كانت لهم عقول أصلاً!
الالتفاف والإسقاط الفعلي للانقلاب بدأ مع أول بادرة له، وهذا ما لم يعيه “السيسي” وقد كان هذا الأسلوب سبب سقوط ديكتاتوريين وأنظمة قمعية سابقة، ما يجري الآن هو: “انصهار الإخوان في الشعب”، بمعنى أن الانقلاب سيواجه “شعبا” ولن يواجه الإخوان وحدهم.
هذا الأسلوب متبع منذ القدم.. بعد محاولة توجيه أي ضربة للجماعة، فالإخوان نشأت في المساجد والشوارع والبيوت البسيطة واليوم تعود إليها. ما لا يفهمه الانقلاب أنها سياسة إعادة انتشار لا انسحاب، وبهذه الطريقة ستتساقط الأوراق الذابلة عن الشجرة الأم، ويجري التخلص من الشوائب، وظهور الوجوه المزيفة للبعض!
يمكن تلخيص ما جرى للجماعة على النحو التالي:
– اخوان تونس غلطانين علشان سابوا الحكم لليسار والفلول !
* طيب ما إخوان مصر كسبوا الانتخابات ووصلوا للحكم وحصل عليهم انقلاب !
– اخوان مصر غلطانين لأنهم لم يستخدموا القوة ضد الانقلابيين!
* طيب ما إخوان ليبيا استخدموا السلاح وتحالف ضدهم الكل .!
– اخوان ليبيا غلطانين والمفروض كانوا يتجنبوا الحرب التي حصلت !
* طيب إخوان اليمن عملوا ذلك لكن دخل الحوثيون وقتلوا الكل!
بإختصار، الإخوان اجتهدوا وأصابوا وأخطأوا, وضحوا وصبروا..فماذا فعلت أنت؟!