إضاءة.. العلواني .. العالم الموسوعي

توفي يوم أول أمس الجمعة المفكر الإسلامي المستنير د. طه جابر العلواني، وقد كانت آخر كلماته: أنا المسلم .. أهاب الموت، لكنني أؤمن بأَّنه جسر لابد أن أمشيه؛ لأصَل إلى دار البقاء من دار الفناء، وأرجو حسن الخاتمة، واستعيذ بالله من سوئها، أحب الجنة، وأبغض النار، أحب الأمن، وأبغض القلق، وأكره الكراهية، ولست بفاحش، ولا بسَّباب، ولا بمهلك.

ويعدّ د. العلواني واحدا من كبار المفكرين الاسلاميين الذين نذروا حياتهم للدفاع عن الأمة الإسلامية ضد الهجمات الشرسة التي استهدفتها ولا تزال، وهو من مواليد عام 1935م، من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، درس بالعراق ثم التحق بالتعليم الأزهري في مصر, وتولى التدريس في الكلية العسكرية في بغداد من سنة 1964م وحتى سنة 1979م, وفي كليَّة الدراسات الإسلاميَّة في بغداد, كما تولى الخطابة والإمامة والتدريس في بغداد، وسافر إلى مصر لينال شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون، جامعة الأزهر عام 1973م في تخصّص “أصول الفقه”.

عمل أستاذاً في أصول الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، المملكة العربية السعودية منذ عام 1975 حتى 1985. في عام 1981 شارك في تأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة، كما كان عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة. هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1983. وكان رئيس جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بهرندن، فيرجينيا، الولايات المتحدة التي أصبحت جامعة قرطبة الإسلامية (1996- 2006), ورئيس المجلس الفقهي بأمريكا، كما أسس أكاديمية طه العلواني للدراسات القرآنية.

شارك في تأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة، وكان نائب رئيس المعهد ورئيس قسم البحوث والدراسات فيه, وترأس تحرير مجلة إسلاميَّة المعرفة الصادرة عن المعهد. تزوج من أستاذة العلوم السياسية د. مني أبو الفضل .

من أهم مؤلفاته: الاجتهاد والتقليد في الإسلام، أدب الاختلاف في الإسلام (كتاب)، أصول الفقه الإسلامي: منهج بحث ومعرفة، إسلامية المعرفة بين الأمس واليوم، التعددية: أصول ومراجعات بين الاستتباع والإبداع، حاكمية القرآن، الأزمة الفكرية ومناهج التغيير، الجمع بين القراءتين، لا إكراه في الدين ، وأخر ما قدمه من محاضرات بعنوان “المنهجية الإسلامية للتعامل مع القرآن الكريم”.

والعلواني كاتب معروف وله قلم سيال، وذهن وقاد، وذكاء متميز، وهو ابن قديم لجماعة الإخوان المسلمين في العراق، وتتلمذ على أفكار علامة العراق الشيخ أمجد الزهاوي، في حقبة زمنية تميزت بالنفوذ الشيوعي وانتشار الإلحاد في العالم العربي والإسلامي، فكان ذلك همًّا سيطر على الحركات الإسلامية كما كان كابوس التخلّص من الاستعمار ومخلفاته مسيطرا على الحركات الإسلامية، إضافة للهدف الأول لها, ألا وهو عودة الإسلام لسدة الحياة.

شاهد أيضاً

فايننشال تايمز: القصف الإسرائيلي حوّل جباليا إلى مقبرة

عرض تقرير، نشرته صحيفة فايننشال تايمز، تفاصيل تدمير إسرائيل مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، …