إضاءة .. سمية بنكيران ومعانة بنت رئيس الوزراء

تسحب دوامات السياسة القادة ورجال الأحزاب بعيدًا عن حياتهم الاجتماعية والأسرية, حتى يفتقدوا أهلهم ويفتقدهم أهلهم, وفي معترك التنافس السياسي ينسى كثير من الخصوم الجوانب الإنسانية فيخوضوا في الحياة الخاصة لخصومهم, وربما حدث التطاول والتجريح والإهانة. قد يتحمل السياسي ذلك بحكم تعوده على التصدي للعمل العام, لكن ماذا عن أسرته؛ زوجه وأبنائه وبناته؟سمية؛ بنت عبد الإله بن كيران, رئيس الوزراء المغربي, عاشت تلك التجربة المريرة طوال خمس سنوات قضاها والدها في منصبه, وزادت حدة التدخل في الشأن الخاص مع احتدام المعركة النيابية التي جرت الجمعة الماضية. عشية الانتخابات كتبت سمية تقول:

في هذا الجو المشحون، وليلة الانتخابات وتحت طنين شعار: الشعب يريد ولاية ثانية، الذي يترنم أبناء الحزب بترديده (حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه والدها), أجدني أتساؤل مع نفسي: هل بالفعل أريد أنا، أو أسرة أبي المقربة من أبنائه وأحفاده ولاية ثانية؟

قد يبدو السؤال غريبا لكن هذه هي الحقيقة، أجدني اليوم في حالة تجاذب ما بين قلبي وعقلي، عاطفتي تقول كفانا من وجع السياسة، ذقنا خلال هذه السنوات الخمس ما يكفي من الألم, وسمعنا ما يكفي من السب والقذف والتجريح والشتم، حُرمنا حضور الأب، رأيناه في حالات حزن وهمّ وكرب نسئم فيها من الدنيا وما فيها. أتساءل كثيرا وأقول: لو لم يكن أبي رئيسا للحكومة هل كانت الصحف ستتحدث عنا بذاك السوء؟ هل كان أبي سيفقد صديقه ورفيق دربه؟ هل سنكون مخترقين في سكناتنا وحركاتنا؟ هل كنت سأسمع كل ذاك الكلام الحاقد عن توظيفي العادل بمباراة عادلة ككل أبناء الشعب؟ (وهو نفس الهجوم الذي تعرض له ابن الرئيس محمد مرسي حين تقدم لوظيفة في الحكومة, وقد كتب أحدهم معترضًا على حصولها على الوظيفة قائلا: “بنتو وظفها وبنت الشعب فرشخها!”)

تواصل سمية تساؤلاتها: هل وهل وهل…لا تفهموا من قولي أني أتغاضى عن إيجابيات أن تكون رئيس حكومة أو تكون فردا من أسرته، لكن ما عايشناه خلال هذه الفترة جعل همّ الصفة التي حملها أبي، والظروف التي عايشناها معه خلالها أشد مما قد نكون سعدنا به.

غير أن عقلي يقول، إنما هو مسار إصلاح، سار فيه الصالحون المجاهدون من قبل، تحملوا في سبيله أنواعا من المصائب وضربا من البلاء، وجب فيه الصبر والثبات والعزم، لم نكن يوما من أهل المصالح الشخصية ولم نعش يوما لها، يشهد الله أننا لم نغتن بمال بلد ولم نستفد من رخص أو مقالع أو فرص، أشهد الله أن أبي أتته الهدايا بالملايين ولم يلتفت لها ولم تحرك ولو شعرة في رأسه، أشهد الله أني لم أره إلا زاهدا في الدنيا ومتاعها رغم أن الدنيا أتته راغمة، حاملا للهمّ، يحب الفقراء يعيش مشاكلهم ويسعد بمجالستهم.

 إخوتي إنما هي اليوم مصلحة الوطن؛ من أراها فليدل بصوته لمن يستحق ومن أراد غير ذلك فهو حر, لكن لا يوهمن نفسه أنه أسقطنا بل هو أسقط الوطن ومسلسل الاصلاح لا غير, أما نحن فبإذن الله دائما فائزون لأن عملنا مع الله وفوزنا إن كان سيكون معه لا مع غيره والسلام.

كتبت سمية ذلك عشية الانتخابات, وبعد ساعات تأكد فوز حزب العدالة والتنمية, وأصبح والدها مرشحًا لتولي رئاسة الوزارة, أو غيره من نفس حزب.. فإن بقي في المنصب فعزاؤها – كما قالت -أنهم يسيرون على طريق الإصلاح الذي من أجله يتحملون ويعانون.

شاهد أيضاً

المصريون لـ”السيسي”: “يعني ولا أكل ولا شرب وكمان نتبرع بالدم”!!

انتشر مقطع فيديو لعبد الفتاح السيسي، وهو يشجع الطلاب المصريين على التبرع بالدم من أجل …