قالت صحيفة بريطانية إن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة يخوضون معركة من أجل البقاء في مدينة حلب وريفها بشمالي البلاد.
وأدى الهجوم الذي شنه الجيش الحكومي بدعم من الطيران الحربي الروسي الأربعاء الماضي إلى قطع آخر خطوط الإمداد للثوار من تركيا إلى حلب في ما اعتبرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية “ضربة مدمرة” للمعارضة السورية المسلحة.
واستولت القوات الحكومية الخميس الماضي على مزيد من القرى المحيطة بريف حلب، مما أثار المخاوف من أن نظام دمشق ربما يهدف إلى تطويق المدينة.
وغذت معركة حلب شكوك المعارضة بأن النظام السوري وحلفاءه لا يكترثون للتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية أكثر من اهتمامهم بتأمين نصر عسكري.
ويدعم قوات النظام في معركتها هذه مستشارون إيرانيون ومقاتلون من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا.
وبحسب الصحيفة، تتقاسم القوات الموالية للحكومة وعدد من فصائل المعارضة المختلفة السيطرة على حلب، غير أن مجموعات المعارضة غير متحدة في قتالها ضد نظام بشار الأسد، حيث ينأى الائتلاف الوطني السوري بنفسه عن التنظيمات الإسلامية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، كما أن وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر من جانبها على منطقة شمالي حلب، على حد تعبيرها.
وظلت جماعات المعارضة تحكم قبضتها على أجزاء كثيرة من حلب منذ أن اجتاحت المدينة في عام 2012. واعتبرت ذي إندبندنت أن سقوط حلب في يد القوات الحكومية من شأنه أن يشكل “ضربة قاصمة محتملة للتمرد ضد الرئيس بشار الأسد”.
ورأت الصحيفة أن هذه الخسارة قد تضعف كثيرا الفصائل المعارضة في قتالها ضد تنظيم الدولة (الذي يزعم النظام أنه يقاتله أيضا)، وهو ما من شأنه أن يساعد على “تمكين هذه المجموعة الإرهابية أكثر”.
ومن شأن المعارك الدائرة حول حلب أن تفاقم الأزمة الإنسانية بعد فرار حوالي مئتي ألف من السكان نحو الحدود التركية، وهو وضع وجدت الأمم نفسها عاجزة أمامه عن توصيل المعونات إلى المدن التي تحاصرها قوات الحكومة، وفق الصحيفة.
وكان من جراء تقدم الحكومة عسكريا في حلب أن أُوقفت “مؤقتا” محادثات السلام التي سبق أن انطلقت في مدينة جنيف السويسرية