يقول الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، إنها مسألة مبدأ لإندونيسيا منبثق من الدستور أن تظل تدعم استقلال الشعب الفلسطيني وترفض كل أشكال الاحتلال، وجاء ذلك عقب تجريد بلاده من استضافة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما المقررة بين 20 مايو و11 يونيو 2023، إثر رفضها مشاركة منتخب إسرائيل.
وأشار جوكو إلى أنه عندما اختيرت إندونيسيا لاستضافة هذه البطولة متفوقة على البرازيل وبيرو -وهو ما اعتبره تكريما لبلاده- لم تكن بلاده تعلم بتأهل الفريق الإسرائيلي، وأكد أن مشاركة إسرائيل ليس لها علاقة بثبات وقوة موقف إندونيسيا تجاه فلسطين ودعمها وسياستها الخارجية.
وأضاف أن الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا هو الذي يشرف على هذه المنافسة وله لائحته التي على أعضائه الالتزام بها، داعيا إلى عدم الخلط بين السياسة والرياضة، وقال إن الفيفا يدرك اليوم مواقف الرفض لمشاركة إسرائيل.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” عن تجريد إندونيسيا من تنظيم مونديال الشباب الذي كان من المزمع إجراؤه في 6 أقاليم إندونيسية، مبررا القرار بـ”الأوضاع الحالية”، وذلك عقب اجتماع عقده رئيس الفيفا جياني إنفانتينو مع الرئيس الجديد للاتحاد الإندونيسي لكرة القدم إيريد طاهر، وهو وزير أيضا في حكومة الرئيس ويدودو.
ولمح البيان إلى احتمال فرض عقوبات على الاتحاد الإندونيسي للعبة، ورغم ذلك -يضيف البيان- فإن الفيفا يؤكد دعمه للاتحاد الإندونيسي واستمراره في التعاون في ظل دعم الرئيس ويدودو، من أجل إنجاح جهود التطوير في الكرة الإندونيسية عقب فاجعة ملعب مالانغ في أكتوبر الماضي.
ويأتي قرار الفيفا بعد رفض ساسة إندونيسيين، في مقدمتهم حاكما إقليمي جزيرة بالي وجاوا الوسطى، وساسة في حزب العدالة والرفاه المعارض وحزب النضال من أجل الديمقراطية الحاكم، رفضهم لحضور الفريق الإسرائيلي والمشاركة في المباريات، كما لاقت الحكومة الإندونيسية رفضا من قبل المنظمات المجتمعية والدينية الكبيرة مثل جمعية المحمدية ومجلس العلماء الإندونيسي.
وشهدت إندونيسيا احتجاجات عاصفة اعتراضا على مشاركة المنتخب الإسرائيلي في البطولة، رغم أن الحكومة اختارت جزيرة بالي ذات الأغلبية الهندوسية والأكثر انفتاحا للسياح الأجانب لتكون مقر إقامة المنتخب الإسرائيلي في المنافسات.
وسعت الحكومة ممثلة بالقائم بأعمال وزير الرياضة مهاجر أفندي ورئيس الاتحاد إيريك طاهر جاهدين إلى عدم سحب الاستضافة من إندونيسيا، لكن رفض ساسة محليين في الأقاليم والمحافظات لدخول الفريق الإسرائيلي إلى مناطقهم أزم الموقف السياسي المحلي.
وفي تعليقه على القرار، قال أريا سينولينغا عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الإندونيسي لكرة القدم إن اتحاده يسعى لتفادي أي عقوبات تفرض عليه من قبل الفيفا بعد إلغاء الاستضافة، حيث تظل إندونيسيا تتطلع لاستضافة أحداث رياضية إقليمية وعالمية أخرى في السنوات المقبلة.
وعلقت بعض وسائل الإعلام الإندونيسية بالقول إنه من اللافت أن بيان الفيفا لم يذكر جدلية رفض حضور الفريق الإسرائيلي بل أشار إلى فاجعة ملعب كانجوروهان في محافظة مالانغ.
من جانبه، دعا إيريك طاهر رئيس الاتحاد الإندونيسي -بعد لقائه رئيس الفيفا وقراره- المجتمع الإندونيسي إلى أخذ العبرة مما حصل وأن “نظل أقوياء مرفوعي الرأس” قائلا إن علينا أن نتفاعل مع هذا القرار بالفعل من أجل تحقيق التغيير في مجال الكرة الإندونيسية.
وأثار القرار استياء واسعا في الأوساط الإندونيسية، حيث عبر لاعبو المنتخب عن إحباطهم من هذا القرار.
وشارك الاتحاد الاندونيسي صور لاعبيه وعلق عليها “لا يزال علينا السعي وراء الحلم، وستأتي الكثير من الفرص الكبيرة، حافظوا على روحكم القتالية واستمروا في التركيز على متابعة أهدافكم”.