في اليوم الثاني من استئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، استمر الطيران الحربي للاحتلال بشن غارات على مناطق مختلفة من القطاع، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 420 مدنياً فلسطينياً، وجرح المئات.
واستُشهد 19 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين ومنزلاً في مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ مساء الثلاثاء، في مواصلة تصعيد تل أبيب جرائم إبادتها.
ففي خان يونس جنوبي القطاع، أفاد مصدر طبي باستشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفلة ووالدتها، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين شرق وغرب المدينة.
وقال شهود عيان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف في خان يونس 4 خيام على الأقل، ما أسفر عن استشهاد الفلسطينيين الـ13 وإصابة آخرين.
وفي رفح، أفاد مصدر طبي باستشهاد طفلين فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة غرب المدينة.
فيما قصف جيش الاحتلال منزلاً لعائلة الحطاب في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين، وفق شهود عيان.
وخلال ساعات الليل، قصفت آليات لجيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق مختلفة في القطاع، لكنها كثفت هجماتها على المناطق الشرقية جنوب مدينة غزة، كما أطلقت مروحيات نيرانها صوب أحياء سكنية شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها في غزة، بشن غارات جوية عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، ما أسفر عن “404 شهداء وأكثر من 562 إصابة”، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وتُعَدّ هجمات الثلاثاء أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أُبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل مأهولة ومراكز إيواء وخيام نازحين، ما أدى إلى دمار واسع ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
ومطلع مارس 2025 انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوماً من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
في المقابل، تؤكد حماس التزامها تنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل جميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.
“وضع فظيع”
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاثرين راسل، الثلاثاء، إنّ الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلّفت أكبر عدد من القتلى بين الأطفال في يوم واحد خلال عام.
وأوضحت في بيانٍ أن المعلومات والمشاهد الواردة من غزة تُظهِر مدى فظاعة الوضع.
وأضافت: “تشير التقارير إلى مقتل مئات الأشخاص، بينهم أكثر من 130 طفلاً، ويمثل هذا أكبر عدد من وَفَيَات الأطفال في يوم واحد خلال العام الماضي”
وأشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت ملاجئ مؤقتة، حيث كان الأطفال والأسر ينامون، مضيفة: “هذا تذكير قاتل آخر بأن لا مكان آمن في غزة”
ولفتت إلى أن الهجمات ومنع دخول المساعدات الإنسانية أدّيا إلى زيادة المخاطر على الأطفال، وأن 16 يوماً مرت منذ دخول آخر شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت: “اليوم، دُفع مليون طفل في غزة، ممن عانوا آلام الحرب التي استمرت لأكثر من 15 شهراً، إلى عالمٍ يسوده الخوف والموت”
وتابعت: “يجب أن تتوقف الهجمات والعنف فوراً”، داعية إلى استئناف وقف إطلاق النار
كما دعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وتقديم المساعدات الإنسانية على الفور، وحماية المدنيين، وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.