مع صباح كل يوم تسعد البشرية بسماع تغريدات العصافير وهي تبحث عن طعامها “تغدو خماصا وتعود بطانا”، بيد أن الشعور بهذه السعادة بات مهددا ليس لغياب العصافير أو اضمحلالها أو لاختيارها العيش في مكان لايجمعها مع البشر والحجر والشجر، كما أن مصدر التهديد لم يكن مبعثه اصطدام بكويكب، أو حدوث وباء، أو كارثة مناخية أو فيزيائية لكن مبعثه تغريدات بشرية من140 حرفاً على تويتر، 140 حرفا تحولت في يد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى سلاح يمكن أن يقتل الناس، ويشكل خطراً واضحاً وقائماً بالنسبة للعالم أجمع! 140 حرفا تكاد تنهي العالم بـ«تويتة»؟
موقع “سي إن إن” كتب إلى الرئيس التنفيذي لتويتر؛ جاك دورسي، رسالة طرح عليه فيها استراتيجية وقائية تمنع العالم من الانجرار وراء تغريدات “ترامب” الأشد فتكا من السلاح النووي لما تحمله من محتويات مفعمة بالكراهية والإساءة، خاصة بعدما سمحت الإدارة الأمريكية الجديدة لرجالها بتجاوز الصحافة، والتي قال «ستيف بانون» عنها بأنها المعارضة الحقيقية وأن عليها أن «تغلق فمها»!
عناصر الاستراتيجية الوقائية
وبما أن تويتر ليس من المرافق العامة، فلا يوجد شيء يحول دون أن يمنع «جاك دورسي» تغريدات “ترامب” أو يحد من لأن «حرية التغريد» غير مذكورة في التعديل الأول للدستور الأمريكي، ولا يوجد «حق إرسال التغريدات» في التعديل الثاني.
وترى الرسالة أن منع تويتر عن ترامب، سوف يعرض رئيس الموقع لعداء شخصي وسياسي لا يطاق من الإدارة السياسية، والجمهور الغاضب، الذي لم يعد قادراً على سماع «الحقائق البديلة» مباشرة من قائد التغريدات.
وينبغي أن يسمح للجمهور بالسماع من الرئيس مباشرة، بدلاً من أن ننتظر حالاتٍ تقوم فيها تغريدة بإشعال حرب، أو تحرض على الشغب، أو تشجع كسر القانون، أو حتى تخلق الفوضى.
وعلى تويتر أن توازن بين مصالحه الاقتصادية في كفة، أمام مصلحة الإنسانية في البقاء على قيد الحياة.
ونقترح في إطار الاستراتيجية الوقائية بديلا متاحا وسهلا في التطبيق، عبر تأسيس لجنة من الحزبين لمراقبة التغريدات الرئاسية، تنفذ عبر 7 استراتيجيات:
أولا: يدخل تويتر نظاما لتأخير بث تويتات «ترامب»، يشبه ذلك الذي تقوم به قنوات التلفزيون في البث المباشر، وأثناء هذا التأخير، تقوم لجنة من ثلاثة مفوضين، واحد ديموقراطي وآخر جمهوري وآخر مستقل، بتقرير ما إن كان آمناً إطلاق التغريدة أم لا، قد يحتاج الأمر 12 شخصاً، بفرض أن لدينا 3 ورديات كل منها ثماني ساعات.
ثانيا: أي مفوض يمكنه أن يمنع أي تغريدة أو يطلب دليلاً إضافياً على كون المرسل هو الرئيس فعلاً، وليس قرصاناً ما، أو إرهابياً اختطف حساباته.
ثالثا: إذا تم حجب تويتة معينة، يتم إرسال شرح لترامب: (التغريدة غير قانونية – تم اعتراضها لأنها تعلن الحرب – تنتهك الدستور بشكل مباشر).
رابعا: يستطيع ترامب أن يعيد إرسال تغريدة محجوبة، بعد خمس دقائق تسمح تبريد أعصابه، لكن إذا كان رأسه ما يزال يستشيط غضباً، يمكن إرسالها لإعادة المراجعة.
خامسا: التغريدة المعاد إرسالها لا يمكن أن يعاد حجبها، إلا بإجماع من المفوضين الثلاثة.
سادسا: هويّة المفوضين الذين صوتوا على قرار معين، أو تحولوا عن قرار معين، سوف تبقى سراً، ولن يكون هناك أي سجل للتصويت.
سابعا: لجنة المفوضين سوف يتم تحصينها من العملية السياسية، تكون هيئة مستقلة يتم تمويلها بواسطة المواطنين القلقين.
ويبقى السؤال: هل ستنفع هذه الاستراتيجية الوقائية في مواجهة هذا التهديد الوجودي؟ إن أنصار «ترامب» ومعارضيه عليهم أن يتحدوا، بغض النظر عن مدى اختلافهم، أنت أحضرت “الجني”، والآن ساعدنا كي نعيده إلى الزجاجة.
ترامب ونفط العراق
وكانت “فورين بوليسي إن فوكس” قد فضحت في تقرير لها تصريحات الرئيس دونالد ترامب وهو يركز على شيء واحد: يجب على الولايات المتحدة أن تأخذ نفط البلاد الأخرى.
وفي أواخر عام 2015، عندما بدأ ترامب أول حملة ليصبح المرشح الجمهوري للرئاسة، قدم وجهة نظره أثناء وصف خططه بالنسبة للدولة الإسلامية قائلا: «أود ضرب مصدر ثرواتهم والمصدر الرئيسي للثروة هو النفط».
وقال ترامب لتلفزيون «MSNBC» في أغسطس 2015: «وبعد ذلك أنا أريد أن آخذ النفط إلى بلادنا».
في نوفمبر 2015، قدم ترامب نقطة مماثلة في خطاب انتخابي، قائلا إنه يريد تفجير المصافي التي تسيطر عليها داعش وبعد ذلك تقوم شركات النفط الأمريكية بإعادة بنائها لصالح الولايات المتحدة.
وبطبيعة الحال، كانت إدارة ترامب, مسبوقة بإدارتي بوش وأوباما وبأهداف مماثلة. وعلى الرغم من أن الإدارات السابقة لم تتحدث عن أهدافها، فقد بذل المسؤولون في كل من إدارتي بوش وأوباما جهودا كبيرة للسيطرة على قطاع النفط العراقي.
وعندما كانت إدارة بوش تستعد في أوائل عام 2003 لغزو العراق والإطاحة بصدام حسين من السلطة كان المخططون في وزارة الخارجية قد وضعوا النفط في قلب المهمة، داعين إلى «إعادة هيكلة جذرية» لصناعة النفط العراقية.
وكان الهدف الرئيسي من الحرب هو فتح صناعة النفط في العراق أمام شركات النفط العالمية.