افتتاح متحف تهويدي أسفل القدس ومئات المستوطنين يؤدون طقوسا بالأقصى

اقتحم أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي ساحات المسجد الأقصى، بالتزامن مع ثاني أيام “عيد العرش العبري”، وأدوا طقوسًا استفزازية، فيما قمعت شرطة الاحتلال المرابطين والمبعدين واقتحمت المصلي القبلي في المسجد الأقصى وأعلنت عن افتتاح متحف أسفل البلدة القديمة في القدس المحتلة.

واعتقلت قوات الاحتلال المرابطتين هنادي الحلواني وعايدة الصيداوي، والمقدسي نظام أبو رموز من طريق باب السلسلة بالقدس القديمة بعد عملية قمع وصفها شهود عيان بالوحشية.

ووثق مرابطون قيام مستوطنين بتأدية “السجود الملحمي” على عتبة باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، وذلك بعد يوم من إدخال نباتات ذات دلالة توراتية إلى ساحات الأقصى.

ووصفت مصادر مقدسية قيام نحو 1165 مستوطنا باقتحام الأقصى صباح ثاني أيام “عيد العُرش” بحماية قوات الاحتلال بينهم أعضاء كنيست، ووزراء سابقون.

ونفذ المقتحمون بحراسة مشددة اقتحاماتهم على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وأدَّوا طقوسا تلمودية في باحاته، فيما تجولت مجموعات في أزقة البلدة القديمة، وأدَّوا طقوسا تلمودية عند أبواب الأقصى، وتحديدا عند بابي السلسلة والقطانين وقاموا بعمليات بلطجة وعربدة بحق المقدسيين.

كما وأدى المستوطنون طقوسًا تلمودية وصلوات في المنطقة الشرقية بالمسجد الأقصى.

كما تجمعت حشود ضخمة من المستوطنين للمشاركة في طقوس “بركة الكهنة” خلال عيد العرش، عند حائط البراق.

وقالت المرابطة المقدسية، خديجة خويص، إن “ما تقوم به سلطات الاحتلال من اعتداءات وحشية على المرابطين والمرابطات، المبعدين عن المسجد الأقصى المبارك هو من أجل تسهيل اقتحامات المستوطنين، وتفريغ أبواب المسجد الأقصى من أي أثر للمسلمين”.

وفي سياق متصل، افتتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، متحفا تهويديا أسفل القصور الأموية على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بهدف الترويج للرواية الصهيونية المزورة.

والمتحف عبارة عن بناء قديم استولت عليه سلطات الاحتلال، عند سور القدس القديمة، تم ترميمه وافتتاحه مؤخرا، بإشراف وزارة السياحة الإسرائيلية، وبلدية الاحتلال، إضافة إلى صندوق تراث الهيكل.

ويحتوي على تهويدٍ واضحٍ لمعالم المدينة ومحيط المسجد الأقصى، وترويجٍ لما يسمى “الهيكل” المزعوم، بهدف تغيير معالم المسجد الأقصى وتغيير هوية القدس، ويبعد عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى.

وعلق الباحث في شؤون المسجد الأقصى والقدس زياد ابحيص على صلوات المستوطنين مشددا على أنهم أدوا طقوسهم الجماعية أمام “باب الحديد” غرب الأقصى حاملين القرابين النباتية التي يتطلعون إلى إدخالها للمسجد باعتباره الهيكل بزعمهم.

وأضاف: “الهيكل هو مركز العبادة القربانية وإليه تجلب القرابين النباتية والحيوانية وفق الاعتقاد الحلولي التوراتي”.

وتابع حديثه قائلا: “القرابين النباتية تتشكل من “الأصناف الأربعة” وهي برعم نخل تجدل عليه أوراق الصفصاف وورود الآس وتضاف لها ثمرة حمضيات “أترج” ويشار لها بالعبرية اليوم باسم “لولاف” أي برعم النخيل، اختصاراً.

وقامت جماعات الهيكل بالعمل على إضافة اقتحام مركزي بشكل يومي بصحبة أحد رموزها، وذلك بواقع سبع جولات على مدى خمسة أيام.

 وشارك يوم أمس في الاقتحام الصباحي يتسحاك شيمون شيتز؛ وهو أول جندي اقتحم الأقصى عند احتلاله عام 1967. أما اقتحام اليوم (الاثنين) فشارك فيه عضو الكنيست السابقة والقيادية في جماعات الهيكل شولي موعالم.

ويعد “عيد العُرش” أحد “أعياد الحج” الثلاثة لدى اليهود وفق النصوص الدينية، وتسعى جماعات الهيكل خلاله لإدخال القرابين النباتية إلى الأقصى، وزيادة أعداد المقتحمين طوال أيامه الثمانية التي تنتهي بيوم “ختمة التوراة”.

وقد توعدت جماعات الهيكل خلاله بكسر الأرقام السابقة لأعداد المقتحمين؛ وستوفر لأجل ذلك المواصلات المجانية من مختلف المناطق كما ستوفر الوجبات الخفيفة على باب المغاربة.

ويحاكي عيد العرش فيه اليهود حالهم أثناء “التيه” بعد خروجهم من مصر، بحسب المعتقد التوراتي، ويحملون فيه سعف النخيل وثمار الحمضيات وأغصان الصفصاف وورد الآس التي يعتقدون أنّ أسلافهم استظلّوا بها في العراء.

وعلق الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة على مشاهد الاعتداء على المرابطات بأنها “مؤلمة وصعبة، وتُقيم الحجة على كل الأمة”، واعتبر أنها جزء من “العدوان المتواصل وهو تعبير جديد عن النازية الصهيونية التي تعتدي على الأرض والإنسان”.

شاهد أيضاً

المرصد السوري: الجيش الإسرائيلي دمر سلاح الجو السوري بشكل شبه كامل

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء أن سلاح الجو الإسرائيلي دمر سلاح الجو السوري …