الأمن يمنع كتابين عن “الحركة الصهيونية” ونقابة الأطباء في معرض الكتاب

قال مدير النشر في دار المنتدى سيد صابر، إن جهات أمنية طالبت برفع كتاب “تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها” الصادر عن الدار للدكتور محمد مدحت مصطفى، من جناحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب دون أسباب واضحة، ليكون الكتاب هو الثاني الذي يعلن عن منعه من التداول خلال الأسبوع الأول من المعرض، في وقت تمسك فيه رئيس هيئة الكتاب بالنفي.

وأكد صابر في تصريحات إلى موقع “المنصة” أنه لم يتلقَّ إخطارًا رسميًا بالمنع، كما لم يقم من أسماهم بـ “الجهات الرسمية” بمصادرة كتاب “تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها”، لكن الدار “تعرضت لمضايقات أمنية خلقت أجواء غير مريحة حوله، ولا نعرف السبب في ذلك بخاصة أن الكتاب أكاديمي يؤرخ لتاريخ الجمعيات الصهيونية في مصر، وبدايتها وأدوارها في فترة ما قبل ثورة يوليو، من وجهة نظر حيادية تمامًا”، حسب قوله.

وتابع مدير النشر: استجبنا لتلك المطالبات وقررنا تحييد الكتاب، وعدم عرضه، حتى لا يُسحب صاحب الدار نفسه، لكننا أيضًا لن نسمح بمصادرة الكتاب احترامًا لاسم المؤلف وتاريخه وقامته العلمية، ففي النهاية يهمنا وصول جميع الأفكار إلى الناس، والفكرة يرد عليها ليس بالمنع، ومع ذلك فأنا أعتبر ما حدث دعاية مجانية للكتاب”

كان الدكتور محمد مدحت مصطفى، مؤلف الكتاب، أعلن عبر صفحته على فيسبوك، مساء السبت، أن “أمن معرض الكتاب قام بمصادرة كتابه”، دون إبداء تفاصيل.

ويأتي قرار منع كتاب عن الصهيونية في ظل تصاعد الأوضاع في فلسطين عبر مواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين أسفرت عن عمليات أسفرت عن قتلى من الجانبين، أدانتها مصر كلها، كما يتزامن مع زيارة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين لمصر، والتي يتبعها بزيارة لإسرائيل والضفة الشرقية.

والإعلان هو الثاني بعد أربعة أيام فقط، من إعلان الطبيب خالد عبد الرحمن عن تدخلات أمنية لم يسمها أيضًا لمنع دار روافد للنشر من طباعة كتابه الجديد “42 شارع قصر النيل”، الذي كان مقررًا صدوره مع انطلاق المعرض، ويتناول فيه بالبحث والتوثيق تاريخ نقابة الأطباء منذ نشأتها وحتى الآن، وبخاصة الحراك النقابي القوي الذي شهدته في 2016 بعد اقتحام الأمن لمستشفى المطرية في ذلك الوقت.

وامتنع الكاتب الذي اكتفى بما نشره على فيسبوك من التصريح للمنصة حول الأمر وكذلك امتنعت دار النشر.

ورفض رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين، الجهة المنظمة للمعرض، التعليق على الخبر، مكتفيًا بالقول للمنصة “مفيش كتب اتمنعت”، فيما أكد إسلام بيومي، مدير إدارة المعارض بالهيئة المصرية العامة للكتاب، في تصريحات إلى المنصة أمس الأحد، أنه لم ترده أخبار عن منع أي كتاب، وأنه ليس من حق أمن المعرض، أو هيئة الرقابة على المصنفات منع أو مصادرة أي كتب من المعرض، إلا بعد إبلاغ الإدارة. مضيفًا “مش أي كلام يتقال نصدقه”

وتتسق سياسة منع الكتب مع ممارسات أخرى يرجعها مراقبون وحقوقيون إلى الأمن، وإن كان لا يتم الإعلان عن الجهة المسؤولة عنها، وفي مقدمتها حجب آلاف من المواقع الصحفية والحقوقية، وكان آخرها قبل عدة أيام بحجب موقع مركز القاهرة بعد نشره بيانًا ينتقض حقوق الإنسان في مصر.

وانطلقت الدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب يوم 25 يناير/كانون الثاني الجاري، وتستمر فعالياتها حتى 6 فبراير/ شباط، وهي دورة توقع ناشرون أن تكون الأصعب للقارئ والناشر على السواء، في ظل ارتفاع التكلفة اللوجيستية للصناعة والمرتبطة بانخفاض قيمة الجنيه في مقابل الدولار، التي أسهمت في زيادة أسعار الكتب بنسبة 40%.

شاهد أيضاً

رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر نتنياهو من حدوث أزمة في الجيش لاستهدافه القضاء

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، بأن رئيس الأركان هيرتسي هليفي ناقش مع رئيس الوزراء بنيامين …