(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: 162)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين،
لقد شاء الله أن يكون الابتلاء سنة ماضية لا تتخلف عن الخلق وقدرًا لا ينفك عنهم، وسببًا لاستحقاق الجزاء على العمل، وطريقًا للتمايز بين الناس: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:02)، ليكون بمثابة الامتحان الذي يتوجب على الإنسان الإجابة عليه فإما شاكرًا وإما كفورًا، والاختبار الذي ينبغي عليه أن يجتازه إما بالرضى أو بالسخط. فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، والله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرِضا، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ”. رواه الترمذي وابن ماجه. ولنعلم أنه كلما اشتد الظلام أوْشك طلوع الفجر، وكلما ازدادت المحن والابتلاءات، قرب مجيء النصر: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (يوسف: 110).
وقد يطول بالإنسان الابتلاء ويشتد عليه الاختبار وتتزايد عليه الشدائد، وهو لا يدرك أن في استمرارها حكمة، وفي طول أمدها يكمن الفرج، وأن ساعة النصر تكون فوق الرؤوس تنتظر كلمة “كن” فيكون، وأن الاختبار الحقيقي حينها يكون بموضع الإنسان بين الحق والباطل، فمن استمسك بالحق وسمت روحه بالصبر الجميل والرضا بما قسمه الله والجلد على ما يلقاه من عنت وضيق تتطهر نفسه وتسمو روحه ويكون من الفائزين، ومن ارتكس في حمأة القنوط ومسالك اليأس والانحراف عن الحق، فلا يلومن إلا نفسه.
وإننا في طريقنا إلى الله قد يطول بنا الطريق، الأمر الذي يتطلب منا أن نقف وقفات نتبصر فيها حالنا ونتلمس فيها ما نحن فيه، ونأخذ العبرة والعظة ممن طال عليهم الأمد والزمان فانتكسوا وتنكبوا الطريق وانحرفوا عن المنهج الصحيح فقست قلوبهم: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد: 16). وأخطر ما يجب أن يخشاه العاملون في طريق الدعوة هو طول الأمد ومرور الأيام فيحدث فيهم التغيير أو التحول أو الانحراف، وخطورة الأمر أن هذا التغير أو الانحراف يكون في بداية الأمر بسيطًا يتساهل فيه المرء أو يتنازل ومع مرور الوقت يصيب التغير جوهر الفكرة وأصالة المبدأ والقيم، التي عقدنا العزم يومًا على الالتزام بها والثبات عليها والعمل على تحقيق أهدافها.
فالثبات على الدعوة ركن من أركان بيعتنا، يقول الإمام الشهيد حسن البنا، وأريد بالثبات: “أن يظل الأخ عاملاً مجاهدًا في سبيل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والأعوام، حتى يلقى الله على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين، فإما الغاية وإما الشهادة في النهاية: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23). وقد منَّ الله على كثير من عباده المؤمنين بالثبات علي عقبات الطريق، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وكانوا دائمًا يضعون نصب أعينهم نداء ربهم الكريم: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَد مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ ) (آل عمران: 196 – 198).
ومما يزيد الأمر صعوبة مع طول الزمن، شدة الابتلاءات والنوازل التي تصيب الأفراد والجماعات والمجتمعات، ولكن الراسخون من أبناء الدعوة يعلمون أن ذلك من سنن الدعوات وطبيعة الطريق، فيتقبلونها بعزيمة قوية وهمة عالية، ويعرفون كيف يتجاوزونها من خلال منهج رباني سار فيه الأنبياء والصالحون. والمتأمل في حالنا اليوم يجد أننا نعايش مثل هذه الأحوال، الأمر الذي يحتاج منا أن نؤكد على عدد من الأمور التي تعيننا على ذلك، أولها: الزاد الرباني الذي يجب أن يتزود به الداعية، فمنهجنا رباني، وأهدافنا ربانية ووسائلنا ربانية: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي …) (الله غايتنا). كما أن الالتزام بالمنهج وما يحتويه من ثوابت هو الدرع الحافظ من الانحراف إلى غيره. كذلك لا يخفى على كل العاملين من أبناء الدعوة أهمية الأخوة ووحدة الصف التي يشد بها البنان ويقوى به الساعد: (هارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي. كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا. وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا) (طه: 30-34). كذلك من المعينات على الثبات: اللجوء إلى الله وإعلان الافتقار إليه ودعائه، تدبر القرآن ومدارسته والعمل به، العمل بطاعة الله والكف عن معاصيه، كثرة ذكر الله عز وجل، والقرب من العلماء الثابتين على مبادئهم وأهدافهم.
غزة ودروس جديدة.. أميركا والصهيونية والإخفاق في اختبار القِيَم
ولعلنا نجد على هذا الثبات مثالًا واضحًا في غزة، حيث يستمر العدوان الغاشم أكثر من سبعة أشهر، وقد يتملك البعض اليأس من النصر أو الخوف من تمكن الباطل، إلا أن طوفان الأقصى مازال يفرز كل يوم مزيدًا من الدروس ويفضح كثيرًا من الخبايا ويرفع الغطاء عن كثير مما ظل لعقود مستورًا، فكشف- من بين ما كشف- عن المدى الذي يمكن أن ينزلق له نفر من أبناء جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا ويتسمون بأسمائنا، ولكنهم يظاهرون الاحتلال ويعينوه على إنهاك المقاومة. وفي المقابل كشف الطوفان عن تفاعلات إيجابية لكثير من الدول والشعوب. فنرى المواقف الإيجابية لحكومات في بلدان إسلامية وإفريقية ومنها الموقف التركي الأخير الذي انحاز إلى نضال الشعب الفلسطيني ورفض أن يصنف حركات المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس كمنظمة إرهابية، ثم كان القرار الأخير بوقف جميع الصادرات والواردات والتعاملات التجارية مع الكيان المحتل، وكذلك موقف دولة ماليزيا الإيجابي عندما رفضت الضغوط التي مورست عليها لتصنيف المقاومة حركة إرهابية وأعلنت انحيازها الكامل للحق الفلسطيني في تقرير مصيره، وأيضا الموقف الجزائري الذي قاد جهودًا واسعة في مجلس الأمن لإدانة الاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وموقف جنوب إفريقيا الذي قاد معركة كبرى ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية اتهمت فيها الاحتلال الصهيوني بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وانضم لها في هذا الجهد كلٌّ من تركيا ثم نيكاراغوا ضد ألمانيا.
وفي المقابل فقد كشف الطوفان- من بين ما كشف- عن الديمقراطية المزعومة وشعارات الحرية (المفقودة) التي يتم توظيفها لصالح حفنة من المنتفعين والمستفيدين، بينما تعاني جُلُّ البشرية مع بقاء المعاني الحقيقية للحرية غائبة عن حماية حق الإنسان في الحياة ومحجوبة عن الحفاظ على كرامته. لقد ظلت الولايات المتحدة عبر عقود من الزمان تخدع الناس بشعارات احترامها للحريات وحفاظها على حقوق الإنسان، تسوق لهذا بالمصطلحات البراقة من قبيل “الحُلم الأميركي” المثالي، و”قيادة العالم” بالقيم الحضارية، إلا أن هذه المزاعم تهاوت في كثير من اختباراتها، ثم انفضحت مؤخرًا لأجل الصهيونية، فدعمت بوجه مكشوف ودون حياء الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المرتكبة في غزة أمام سمع العالم وبصره. ولم ينكشف زيف شعارات أميركا خارجيًا فقط، بل داخليًا أيضًا، وكأنه الصدمة، حيث شهدنا حراك الجماهير الشعبية التي انطلقت رافضة للعدوان الصهيوني منذ بدايته واستمرت مع استمراره، واتخذ أشكالًا متعددة للاحتجاج الذي كان قاسيًا في بعض حالاته، كالتي أحرق فيها الجندي الأمريكي آرون بوشنل نفسه اعتراضًا على سياسة بلاده في دعم العدوان فارتفعت صرخات ألمه وهو يردد “الحرية لفلسطين” معتبرًا ما يلقاه من عذاب الحرق أقل بكثير مما يلاقيه المدنيون الأبرياء على يد آلة الحرب الصهيونية الظالمة.
والآن يرسم انتقال الحراك الرافض للعدوان إلى أروقة الجامعات الأمريكية والأوربية- علامة بارزة في تاريخ القضية ومؤشرًا على التغيرات الكبيرة في الوعي الشعبي لدى أمم الأرض حيث انجلت الحقائق التي ظلت غائبة عنها لعقود ومشوهة لسنوات طوال، بفعل الرواية الصهيونية التي تواطأت في نشر أكاذيبها وسائلُ الإعلام الغربي فحرفتها عن المصداقية وابتعدت بها عن الأمانة، ثم انهارت تلك الأكاذيب أمام دماء الأطفال وأنات الأمهات الصامدات وزفرات الشيوخ برغم مساعي الإعلام الصهيوني لطمسها والتنكر لها.
إننا نرى تباشير جيل جديد تتبدى معالمه في العالم كله، يتطلع إلى الحرية الحقيقية والانعتاق من الاستبداد والقهر ولا يقع فريسة لرواية منحازة أو دعاية كاذبة، إنه جيل يؤمن بحق الإنسان في الحياة بحرية وكرامة، وإن هذا الجيل بإمكانه أن يفتح صفحة جديدة في العلاقة بين شعوب العالم، يتعاون فيها الجميع على ما يفيد البشرية كلها في عالم تختفي فيه أطماع الهيمنة ورغبات السيطرة وتتكافأ فيه الدماء ويعتدل فيه الميزان وهو ما تدعو إليه رسالة الإسلام: (وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِيزَانَ. أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِي ٱلۡمِيزَانِ. وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ.) (الرحمن: 7-9).
وفي مصر يولد جيل جديد
وفي مصر الكنانة نجد لظاهرة الجيل الجديد مثالًا جليًا ونموذجًا فذًا وواقعًا ترتسم قسماته وتتضح معالمه، فهو جيل- وإن غاب عن الحراك بفعل القمع الإجرامي لأجهزة أمن الانقلاب- ملامحه تتبدى في مظاهر كثيرة تدل على عودة الروح وانضباط البوصلة صوب قضية الأمة المركزية “فلسطين”، فتعلقت عيون الشباب الواعد على غزة حيث المقاومة الباسلة والصمود البطولي لأهلها جميعًا. لقد انكشف الغطاء عن عيون هذا الجيل برغم ما مورس عليه من محاولات خداع، فلم تفلح معه دعايات كاذبة ومسلسلات أُنفقت عليها الملايين من قوت المصريين، رغبة في حرفهم عن الطريق أو جذبهم إلى الوهم من جديد، وأصبح جليًا لدى الشباب أنهم أمام انقلاب مخادع يبيع الوطن بثمن بخس ويرهن الحاضر للعدو ويفرط في المستقبل مقابل الاستمرار في سدة الحكم.
إن ما أفرزه الواقع بعد الانقلاب من انسداد للأفق السياسي وانهيار للواقع الاقتصادي وإجرام في الأداء الأمني، ولّد قناعات- لدى الشعب عامة والشباب خاصة- بأن هذه الحقبة البائسة لن تكون منطلقًا لإصلاح ولا مبدأ لإنجاز وطني ولا مرتكزًا لنمو اقتصادي، وأن اللحظة التي سترحل فيها هذه السلطة المستبدة المتجذرة ستكون البداية الحقيقية لأمل وبعث جديد.
أما تلك الحملات الإعلامية المفضوحة التي يدشنها إعلام الانقلاب ضد جماعة ”الإخوان المسلمون” وتعاونه فيها جهات إقليمية مشبوهة رغبة في احتواء هذا الجيل وخوفًا من توجهاته وحذرًا من انحيازاته لقضايا الأمة، فهي والعدم سواء بعد أن يئس هذا الإعلام من الآذان التي تصغي له عن الأعين الغشاوة التي كانت عليها، وبات واضحًا أن منهج الجماعة في مواجهة الاستبداد الداخلي هو الصدع بكلمة الحق مهما كانت العواقب والتضحيات، في إطار النضال السلمي الذي حدَّده فضيلة المرشد العام لجماعة ”الإخوان المسلمون“ الدكتور محمد بديع فك الله أسره “سلميتنا أقوى من الرصاص” وأقرته مؤسسات الجماعة في قرارتها ومحاضرها الموثَّقة. والسلمية في فهمنا لا تعني الخضوع والذل والاستسلام لقوة البطش والتنكيل، وإنما تعني الحذر والكياسة واتباع الوسائل السلمية المتعددة التي تعري قوى البطش والإرهاب الذي تمارسه سلطة الانقلاب، ولقد سلكت جماعة ”الإخوان المسلمون“ العديد من هذه السبل وما زالت تجدد العهد مع الله أولًا ومع أفراد الصف ومع الشعوب الحرة الأبية على انتزاع الحق من الظالمين المستبدين. أما موقف الجماعة في مواجهة الاحتلال الأجنبي والعدوان الخارجي فهو المقاومة؛ الواجبة في الشريعة الإسلامية، والمقررة في المواثيق الدولية، وقد مارستها الجماعة فعلًا ببسالة نادرة وتضحيات غالية على أرض فلسطين في أربعينيات القرن الماضي وعلى ضفاف القناة في مصر ضد الاحتلال البريطاني، كما مارستها دعمًا ومساندة لكل قضايا التحرر الوطني في طول البلدان الإسلامية وعرضها، ومازال يمارسها أبناء الجماعة في حركة المقاومة الإسلامية حماس على أرض فلسطين المباركة.
إن هذا النهج المتوازن لجماعة ”الإخوان المسلمون“ هو أحد أسرار بقائها واستمرارها وقبول الجماهير بها واختيارها في معظم الاستحقاقات الانتخابية، فهي لا تفرط في حق الشعب في الحرية وامتلاك الإرادة واختيار من يحكمه ولا تدخر جهدًا في نشر الوعي وصناعة الأمل، ولكنها لا تنجرف- في ذات الوقت- إلى دوامة العنف بين أبناء الوطن الواحد التي لن يستفيد منها سوى الأعداء، مستبصرين بقول الله تعالى: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف: 108).
من أخبار الجماعة
أصدرت جماعة ”الإخوان المسلمون” بيانًا للرد على الحملة الإعلامية التي دشنها إعلام الانقلاب ضد الجماعة ومحاولة إلصاق اتهامات قديمة ومستهلكة للجماعة بممارسة العنف استنادًا لمقولات لا علاقة لها بالجماعة أو بنهجها.
وقد أكد البيان أن مواقف الجماعة أعلنها بشكل واضح فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع من فوق منصة رابعة عندما أكد أن “ثورتنا سلمية وستظل سلمية، سلميتنا أقوى من الرصاص” وأن هذا ما أكده قرار مجلس الشورى العام في اجتماع عام 2013 م أثناء اعتصام رابعة بأن رفض الانقلاب يكون بالوسائل السلمية وهو ما شهد به كل من رصد الاعتصام من المصريين أو الأجانب.. ثم تم التأكيد على ذات القرار في اجتماع مجلس الشورى العام في عام 2014 م ثم في اللقاء التشاوري لمندوبي المحافظات في سبتمبر 2014 م الذي أكد على رفض العنف ورفض استهداف الأرواح، ثم جاءت قرارات مجلس الشورى العام في اجتماعه التاريخي عام 2015م لتؤكد ذات القرار، ومن بعدها قرارات القائم بعمل فضيلة المرشد العام حينها أ.د. محمود عزت بفصل كل من يخالف هذه القرارات.
وهو الأمر الذي أكدته كافة البيانات الرسمية الصادرة من قيادات الجماعة والمتحدثين اﻹعلاميين باسمها قبل وبعد وقوع الانقلاب بما يوضح منهج الجماعة والمتمثل في رفضها للانقلاب وعدم الاعتراف به ومناهضته بالوسائل السلمية حتى يستعيد الشعب امتلاك إرادته في اختيار من يحكمه بحرية كاملة، والتأكيد على ثباتها في وجه كل المحاولات التي تعرضت لها لحرفها عن منهجها وأنها لن تنجرف للدخول في دائرة العنف حفاظًا على أمن الوطن وعلى مؤسسات الوطن لتقوم بمهمتها الدستورية. وهو ما ثبت من خلال التقارير التي صدرت من كل الولايات المتحدة اﻷمريكية وبريطانيا ولم تتمكن من إثبات أو تصنيف الجماعة كمنظمة “إرهابية” بل ثبت أنها كانت حائط الصد ضد تيارات العنف.
والله أكبر ولله الحمد
أ. د. محمود حسين
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة ” الإخوان المسلمون “
الأربعاء 29 شوال 1445 هجرية الموافق 08 مايو 2024م