حمّلت جماعة الإخوان المسلمين سلطات الانقلاب العسكري بمصر بكل رموزه المسؤولية الجنائية عن وفاة عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين عبدالعظيم الشرقاوي، مؤكدة أن “دماء قادة وشباب الإخوان كانت وستظل وقودا يضيء طريق الحق ومشاعل الثورة، وليعلم المجرمون أن الأرض لا تشرب الدماء”.
وقالت- في بيان لها السبت- إنها “تحتسب علما من أعلامها، وقائدا مجاهدا من قادتها؛ هو المهندس عبد العظيم الشرقاوي، عضو مكتب الإرشاد؛ الذي تم اغتياله بالإهمال الطبي داخل سجون الظلم والطغيان.. سجون الانقلاب العسكري الغادر”.
وأضافت جماعة الإخوان:” لقد توفي المهندس عبد العظيم بعد رحلة قاسية من الإهمال الطبي ومنع العلاج والدواء، وعاش فترة طويلة في سجن انفرادي شديد الحراسة – كغيره من قادة الجماعة وشبابها- يقاسي الموت البطيء ولم تتحرك للمجرمين أي مشاعر إنسانية بل ازدادت تبلدا وقسوة حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها”.
وأشارت إلى أن “هذه الجريمة تضاف إلى سجلهم الأسود في القتل البطيء بالإهمال الطبي للدكتور فريد إسماعيل والنائب محمد الفلاحجي والدكتور طارق الغندور وأكثر من تسعمائة حالة إهمال طبي موثقة من المنظمات الحقوقية توفي منها مائة وخمسون، والإخفاء القسري لخمسة آلاف وخمسمائة حالة تمت تصفية خمسمائة منهم بتوثيق المنظمات الحقوقية، إضافة إلى القتل الممنهج خارج نطاق القانون لقادة الإخوان وشبابهم كالشهيد محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، والنائب ناصر الحافي والدكتور هشام خفاجي وإخوانهم من شهداء شقة أكتوبر وغيرهم من شباب الجماعة الأطهار”.
وشدّدت جماعة الإخوان على أن “تلك الجرائم بحق قادتها وأبنائها لن يثنيها عن المضي على طريق الدعوة إلى الله وطريق الثورة حتى إسقاط الانقلاب ومحاكمة رموزه واسترداد الشعب المصري لكافة حقوقه”.
بدوره، نعى المكتب العام لجماعة الإخوان “الشرقاوي”، محملا “سلطة الانقلاب المجرمة مسؤولية موت المهندس عبد العظيم الشرقاوي، والذي بمثابة إعدام متعمد لبرئ”.
وأكد أن “انقاذ الأرواح يبدأ بإسقاط الانقلاب، وبإنفاذ القصاص العادل، وهما المخرج الآمن للوطن، بعدما شاع فيه المتقلبون القتل والدم”، داعيا جميع المراكز والتجمعات الحقوقية داخليا وفي الخارج بدعم حقوق المعتقلين وسلامتهم.
وتوفي “الشرقاوي”، المعتقل منذ أكثر من عامين، السبت، داخل المستشفى العام بمحافظة بني سويف (جنوب القاهرة)، وذلك عقب احتجازه لمدة ستة أيام داخل العناية المركزة لتدهور حالته الصحية داخل سجن بني سويف.
وكانت وزارة الداخلية قد نقلت “الشرقاوي” منذ ما يزيد عن شهر من سجن العقرب لسجن مديرية الأمن ببنى سويف، واحتجز خلال الأيام السابقة بمقر جهاز الأمن الوطني، ومنع عنه علاجه والطعام الذي يتناسب لحالته الصحية، ما تسبب فى تدهور حالته الصحية بشكل بالغ لينقل إلى المستشفى العام وهو يصارع الموت، بحسب حقوقيون.
وفي 23 نوفمبر 2016، أصيب المهندس عبد العظيم الشرقاوي، وهو برلماني سابق عن مركز ناصر بمحافظة بني سويف، بجلطة دماغية في سجن العقرب، ورفضت إدارة سجن “العقرب” في البداية عرضه على طبيب السجن أو نقله لإحدى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب، إلا أنها قامت لاحقا بنقله للمستشفى بعد تدهور حالته الصحية.
وكانت أسرة “الشرقاوي” قد تقدمت سابقا بالعديد من الشكاوى والبلاغات للكثير من المنظمات والجهات الحقوقية والقضائية، وعلى رأسها النائب العام ومصلحة السجون، إلا أنه لم يتم التفاعل مع تلك الشكاوى بأي شكل من الأشكال، رغم أنه مصاب بعدد من الأمراض المزمنة منذ فترة طويلة، على لسان فاطمة نجلة “الشرقاوي”.
و”الشرقاوي” من مواليد 16 أبريل 1950، بقرية أشمنت بمركز ناصر شمال بني سويف، حاصل على بكالوريوس زراعة 1973 بجامعة عين شمس، وليسانس أصول دين شعبة الحديث 1997. عمل مهندسا بإدارة المكافحة بمحافظة الفيوم، ثم عمل بإدارة التقاوي، ثم مدير إدارة الإنتاج الحيواني بناصر، فمدير إدارة الخدمات الزراعية بالإدارة الزراعية حتى خرج إلى المعاش.