أعرب الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله، أمس الإثنين، عن دهشته من ردود الأفعال التي تبعت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول استمرار مدة عمل حكومة الوفاق الأفغانية لمدة 5 سنوات وليس عامين. قال عبدالله – في تصريحات خلال اجتماع مجلس الوزراء نقلتها وكالة (خامه برس) الأفغانية – إن “اتفاق تشكيل حكومة الوفاق الوطنية يعد أحد أهم الاتفاقيات في التاريخ السياسى لأفغانستان”، مشيرًا إلى أن بعض السياسيين الذين لم يعتمدوا رسميًا فى وضع المعارضة، تفاعلوا تجاه تصريحات كيرى بشأن مدة عمل الحكومة. وأضاف عبدالله أنه تفاجأ بمعرفة أن هؤلاء السياسيين أدركوا مؤخرًا ما يتعلق باتفاقية تشكيل الحكومة، مؤكدًا أن السياسيين المنخرطين فى العمل السياسى في أفغانستان كان ينبغي عليهم النظر فى الاتفاقية منذ وقت طويل. وصرح كيرى – خلال زيارته المفاجئة لكابول، يوم السبت الماضى – بأن الاتفاقية التي وقعت في أواخر سبتمبر عام 2014 لتأسيس حكومة الوفاق الوطني ليس لها نهاية كما افترض البعض في عامين أو ستة أشهر من الآن. وتتمثل افتراضات السياسيين والمعارضة الأفغانية في اعتقادهم بأنه قبل مرور عامين من توقيع اتفاقية حكومة الوفاق الأفغانية في 2014، سيتم تشكيل لجنة خاصة من كبار السياسيين والقانونيين لإصلاح دستور البلاد واستحداث منصب رئيس الوزراء الذي يغيب عن الدولة حاليًا في ظل وجود الرئيس أشرف عبد الغني والرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله. وتأتي هذه التصريحات بعد مطالبة وزير الداخلية الأفغاني السابق محمد عمر وأحد السياسيين البارزين بتنظيم اللجنة الدستورية لإحداث إصلاحات في النظام السياسي الحالي بالبلاد، والذي أطلقوا عليه وصف “نظام غير صحي”، وذلك بعد يوم واحد من زيارة كيري لكابول. وفى السياق ذاته، قال رئيس مجلس الشيوخ الأفغانى فضل الهادى مسلميار تعليقا على تصريحات كيري، إن “مثل هذه القرارات من قبل الأجانب بشأن مصير أفغانستان، مخزية”، مضيفًا أنه “نادم وخجلان من قدوم وزير أجنبي من دولة أجنبية لأفغانستان ليقرر مصيرنا”، معتبرًا أن “هذا تدخل واضح في شؤون أفغانستان الداخلية، ومن الممكن أيضًا أن يقوم الرئيس والرئيس التنفيذي بهذا الدور ويبلغوا الشعب الأفغاني بذلك“.