قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، اليوم الأحد، إنّ الدول الإسلامية بـ”حاجة ماسة إلى قيادة سياسية حكيمة وقوية” من أجل إنهاء الحروب والاشتباكات الحاصلة فيها، وردع التدخلات الخارجية.
جاء ذلك في مقالة كتبها لصحيفة “ديلي صباح” التركية بعنوان “إمكانية إحلال آلية لنظام معين في الشرق الأوسط ما بعد الأزمة”، حيث أوضح فيه أنّ العالم الإسلامي دفع ثمنا باهظا لانهيار النظام العالمي ثنائي القطبية، مشيرًا إلى أنّ الدول الإسلامية قادرة على تجاوز أزماتها من خلال وفرة مواردها الطبيعية، وسعة طاقاتها البشرية.
وأضاف قالن أنّ منطقة الشرق الأوسط، التي كانت مهدًا للحضارات والثقافات المختلفة على مر العصور، أصبحت اليوم مسرحًا للعنف والحروب والاشتباكات، وأنّ تغيير مسار هذا الواقع يحتاج إلى نهج إداري قائم على التوافق، وإلى قيادة وإرادة سياسية قوية وحكيمة.
واعتبر أنّ ما يدور حاليًا في الشرق الأوسط عامةً وفي سوريا والعراق على وجه الخصوص من أحداث مصدره الفراغ السياسي الناجم عن ضعف الإدارات الموجودة في هذه البلدان، محذرا من أنّ المساحات التي تخليها الدول تشغلها المنظمات الإرهابية؛ الأمر الذي يشكل خطرًا على أمن الدول المجاورة.
ووجه قالن نداءً إلى كافة الدول الإسلامية دعاهم فيها إلى مساعدة بعضهم البعض من أجل تقوية مؤسسات دولهم بغض الطرف عن اختلاف أعراقهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الجغرافية، لافتًا إلى أنّه آن الأوان أن يدرك زعماء العالم الإسلامي بأنّ أمن الدول الإسلامية مرتبط ببعضه البعض، وأنه من غير الممكن أن تكون دولة إسلامية آمنة دون أن يعم الأمن والاستقرار على باقي الدول.
وختم قالن مقالته بالقول: “على الدول الإسلامية مساعدة بعضها البعض من أجل تقوية المؤسسات؛ فلا يجب استغلال الخلافات المذهبية والعرقية من أجل إضعاف أكثر للإدارات القائمة في الدول الإسلامية، وعلى قادة الدول الإسلامية أن يدركوا بأنّ أمن دولهم مرتبط بأمن الدول الإسلامية الأخرى؛ ففي عصر العولمة لا يمكن أن يكون أحد في مأمن دون أن يكون الجميع في أمان”.