حذر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين من “أية مغامرة خطيرة”، شبيهة بتجارب التغيير التي جرّت الفوضى والحروب الأهلية في بعض البلدان العربية.
ونقلت صحيفة “الخبر” الجزائرية في عددها الصادر اليوم الاثنين عن الرئيس بوتفليقه دعوته الجزائريين إلى عدم نسيان فترة الإرهاب المدمر.
ورأى بوتفليقة أن “تعزيز استقرار مؤسسات الدولة الجزائرية وحماية البلاد من أية مغامرة، تم بفضل إصلاحات التجدد الديمقراطي”، في إشارة إلى التعديلات الدستورية.
وحذر بوتفليقة أيضا من التأثر ومن الرغبة في اتباع تجارب بلدان أخرى، في قضايا الديمقراطية والحريات، بحجة أن لكل بلد تجربته وفق خصوصيات مجتمعه.
وقال: “لا يجب أن نتبنى نتائج خطابات ونقاشات، حتى ولو كانت صائبة، بتجاهل تاريخها وخصوصيات مجتمعها، لأن التبني الآلي لهذه التصورات الآتية من جهات أخرى، والتي لعلها استطاعت أن تحقق نتائج مفيدة في المجتمعات التي ولدت فيها، ينتج عنه، ليس فقط الابتعاد الخطير عن واقعنا الوطني، بل أيضا وخاصة، المجازفة بالتماثل مع هذه البلدان، والتوهم بالارتقاء إلى مستوى مجتمعات قد تشبعت بممارسة الديمقراطية منذ قرون”، على حد تعبيره.
وكان البرلمان الجزائري بغرفتيه الأولى والثانية، قد صوت أمس الأحد بالاغلبية على التعديلات الدستورية التي اقترحها الرئيس بوتفليقة، وفضل تمريرها عبر البرلمان بدل الاستفتاء، بالأغلبية الساحقة
يشار إلى أن المعارضة الجزائرية المعترف بها وغير المعترف بها، وجهت انتقادات لاذعة لهذه التعديلات، التي حددت الولايات الرئاسية بفترتين غير قابلتين للتجديد، وحولت الأمازيغية إلى لغة وطنية ورسمية ثانية.
يذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي ألزمه المرض كرسيا متحركا منذ (أبريل) 2017، نادرا ما يظهر في الإعلام الجزائري، ولا يتكلم للشعب الجزائري.
وقد انتخب الرئيس بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، في 2014، وهو بذلك يقضي أطول فترة في منصب رئاسة الجزائر، علما أنه الرئيس الثامن للبلاد منذ استقلالها عام 1962.