أعلنت السلطات التونسية تفكيك «خلايا إرهابية» متهمة بالتـــخطــيط لتــفــجير مساجد واستهداف سجون وقيادات أمنية وعسكرية بارزة في محافظات الكاف والمهدية وأريانة، فيما وعد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بتحقيق التنمية في مدينة «بن قردان» التي تعرضت لهجوم إرهابي غير مسبوق الشهر الماضي.
وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان، أن «5 إرهابيين قاموا بالتنسيق مع إرهابي آخر في جهة الكاف لتنفيذ عملية تفجير احد المساجد المحاذية من مقر الأمن الوطني هناك، مقابل 25 ألف دولار أمريكى »، إضافة إلى تكليفه برصد تحركات القيادات الأمنية في محافظة الكاف شمال غربي تونس.
وجاءت هذه العملية نتيجة للتحريات التي أجرتها الوحدات الأمنية في الكاف بعد كشفها الشهر الماضي عن خلية دعم وإسناد للمسلحين في الجهة، وتتردد عناصر مسلحة متحصنة في الجبال الغربية الحدودية مع الجزائر على مناطق قريبة من مدينة الكاف للتزود بالمؤونة والمواد الغذائية.
وذكرت الداخلية التونسية أن أفراد الخلية اعتُقلوا في هذه «العملية الاستباقية» لتتفادى بذلك تونس هجمات نوعية من قبيل استهداف مساجد وسجون.
في سياق متصل، تمكنت وحدات أمنية في محافظة المهدية الساحلية (شمال شرق) من اعتقال «عنصر تكفيري اتضح أنه ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي وأعلن مبايعته منذ 3 أشهر وكُلِّف بتنفيذ عمليات إرهابية في تونس». وذكرت وزارة الداخلية أن هذا العنصر «تعرف أخيراً عبر فايسبوك إلى 3 أشخاص اتفق معهم على تكوين خلية إرهابية للقيام باستهداف أحد السجون التونسية واستقطاب أكبر عدد من الأشخاص للانضمام إلى الخلية واختيار منطقة للتدرب على استعمال السلاح».
في غضون ذلك، زار الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس، مدينة «بن قردان» (جنوبي شرق) بعد شهر من تعرضها لهجمات غير مسبوقة من «داعش» بهدف احتلال المدينة وإعلانها إمارة إسلامية.
وقال السبسي: «أتوجه للذين يصطادون في الماء العكر ويدّعون أن الجنوب التونسي منقطع عن الشمال ولا يتبع الدولة التونسية وأجيبهم بأنني جئت إلى بن قردان لتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن المدينة وعن الوطن يوم 7 آذار/ مارس».
وصرح أنه «جاء إلى بن قردان في اليوم ذاته الذي تحيي فيه تونس ذكرى الشهداء، حتى يعلم القاصي والداني أن بن قردان وتونس واحد».
ووعد الرئيس التونسي، الذي يزور الجنوب لأول مرة منذ توليه منصبه قبل أكثر من سنة، بتحقيق التنمية في المناطق الجنوبية التي تعاني الفقر وغياب فرص العمل، وقال إن «كل المشاريع التنموية التي وعدت بها الحكومة الشهر الماضي ستتم هذا العام كدفعة أولى».
وكان رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أعلن الشهر الماضي عن مشاريع تنموية ستُنجَز في المنطقة التي يقطنها حوالى 60 ألف شخص وتعيش على التجارة والتهريب مع ليبيا.