اضطر آلاف الموظفين وطلاب الجامعات للوصول إلى أماكن عملهم وجامعاتهم مشيا على الأرجل، الأحد، وأصيبت العاصمة الخرطوم بشلل كبير بعد أن نفذ أصحاب حافلات النقل إضرابا عاما احتجاجا على ارتفاع رسوم الترخيص والمخالفات المرورية والضرائب.
ويعتمد أكثر من 80 بالمئة من سكان الخرطوم والمدن السودانية على الحافلات في تنقلاتهم في ظل عدم وجود شبكات قطارات داخلية وارتفاع تكلفة أجرة التاكسي والسيارات التي تعمل بتطبيقات النقل.
وقال محمد عثمان وهو موظف يسكن في جنوب الخرطوم لموقع “سكاي نيوز عربية” اضطر إلى المشي لأكثر من ساعتين للوصول إلى مكان عملي في وسط الخرطوم الذي يبعد نحو 10 كيلومترات”.
وأشار صاحب حافلة تعمل في مجال نقل الركاب بين مناطق العاصمة المختلفة إلى أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في التأقلم مع التكاليف العالية التي يتطلبها العمل في نقل الركاب.
وأوضح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الزيادة الكبيرة في رسوم التراخيص والمخالفات أصبحت تشكل عبئا إضافيا في ظل ارتفاع أسعار الوقود والصيانة.
ويأتي إضراب حافلات النقل في ظل موجة إضرابات واسعة في عدد من قطاعات الخدمة المدنية بالبلاد بسبب ضعف الأجور وتردي الأوضاع المعيشية في ظل تآكل قيمة الجنيه السوداني الذي شهد انخفاضا جديدا أمام العملات الأجنبية، الخميس، حيث جرى تداول الدولار الواحد بنحو 585 جنيها.
ويعتبر إضراب حافلات نقل الركاب هو الأحدث في سلسلة إضرابات معلنة شملت حتى الآن قطاعات في التعليم والصحة وديوان الضرائب والمراكز البحثية والأرصاد الجوية.
ووضعت الزيادات الأخيرة التي أدخلت على أجور العاملين في بعض القطاعات؛ مثل الكهرباء والأجهزة الأمنية؛ الحكومة أمام تحدي ردم الهوة الكبيرة في الأجور؛ في ظل استمرار التدني الكبير في أجور العاملين في قطاعات حساسة مثل التعليم والصحة.