تستضيف مدينة يايلاداغي التابعة لولاية هاطاي التركية منذ 5 سنوات السوريين الذين فرّوا من الحرب المشتعلة في بلادهم، وبلغ عدد السوريين في المدينة المحاذية للحدود 3 أضعاف تعداد الأتراك المقيمين في المدينة. بدأ السوريون بالتوافد إلى هذه المدينة المحاطة من جهات ثلاث بالحدود مع سوريا منذ تاريخ 29 أبريل 2011، وهو أول تاريخ بدأت فيه تركيا باستضافة السوريين فوق أراضيها، ومنذ ذلك الوقت بدأ السكان الأصليين الذين يبلغ تعدادهم 6 آلاف نسمة، يعيشون جنبا إلى جنب مع السوريين. وفي هذا الإطار قال رئيس بلدية المدينة “ميهمت كالكان”: “إن سكان المدينة منذ 5 سنوات بدؤوا باستضافة السوريين الفارين من ظلم النظام، وأبدوا العناية بضيوفنا السوريين، وشاركوهم منازلهم، وبذلوا ما بوسعهم لمساعدة أشقّائهم السوريين، مبرزين لهم حسن ضيافتهم”. وتابع كالكان في السياق نفسه قائلا: “إن إخوة لنا مباشرة في الجوار سواء تركمانا كانوا أم عربا، إنهم أخوة لنا في الدين، لجؤوا إلينا، بسبب الظلم الذي لقوه في بلادهم، وذلك لأن تركيا هي الملاذ الآمن الوحيد في هذه الجغرافية، ولأن هذه المدينة تقع على الحدود السورية مباشرة لاقت توافدا كبيرا من إخواننا السوريين”. وتقول المواطنة السورية فاطمة حسون التي لجأت إلى تركيا منذ أربع سنوات، والتي تجلس بضيافة عائلة “كوجلي” التركية: “قدمت مع عائلتي منذ أربع سنوات إلى تركيا، جلسنا لفترة مؤقتة عند أقرباء لنا، ثم قررنا البحث عن منزل يأوينا، إلى أن صادفنا هذه العائلة، التي استضافتنا والتي لم تقبل أن تأخذ منا أي مبلغ مقابل استضافتها لنا، على العكس تماما شاركونا منزلهم، إذ أعطونا غرفتين، وشاركونا طعامهم، وغيرهما من الاحتياجات الأخرى، وهناك العديد من العائلات السورية الأخرى التي حظيت بالاهتمام نفسه في هذه المدينة”.