أفادت مصادر مطلعة بقيام ميليشيات بعمليات تهجير وتغيير لسكان منطقة الضلوعية التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد .
وأكد مصدر من سكان المدينة، وهو طالب في جامعة بغداد أن الضلوعية التي يغلب عليها أهل السنة تتعرض منذ تحريرها من تنظيم «الدولة الإسلامية» لحملة تطهير طائفي تقوم بها بعض الميليشيات المنضوية في «الحشد الشعبي» وذلك بحجة ملاحقة حواضن الدولة، مشيرا إلى أن تلك الميليشيات المسلحة طالبت العشرات من العائلات بمغادرة منازلها ومزارعها في المنطقة خلال 72 ساعة وإلا واجهت مصيرها.
وأشار المصدر، أن سكان المنطقة الذين تعرضوا لتهديدات الميليشيات اتصلوا بالشرطة والحكومة المحلية في المدينة من أجل حمايتهم وردع الجماعات المسلحة، لكنهم فوجئوا بإبلاغهم بعدم القدرة على حمايتهم، وأن عليهم التصرف وفق مصلحتهم، ذلك أن الميليشيات هي التي تتحكم بالملف الأمني في الضلوعية وتقوم في أحيان كثيرة بحملات دهم للبيوت والمزارع واعتقال الكثير من الشباب.
وذكر المصدر أن الميليشيات سبق أن منعت العشرات من العائلات من العودة إلى مناطقهم بعد طرد تنظيم «الدولة» منها بمختلف الحجج ومنها التعاون مع التنظيم أو انضمام بعض أبنائهم إليه، رغم أن عشائر المنطقة ومنها عشيرة الجبور قاومت سيطرة الدولة عليها وخاضت معارك عنيفة ضد التنظيم بإمكانياتهم الذاتية، مشيرا إلى أن الميليشيات حرضت بعض سكان المنطقة المنضمين إليها ودعمتهم لخلق المشاكل بين العشائر، وتوجيه تهديدات لبعضها بعدم العودة إلى المدينة بسبب انتماء بعض أبنائها إلى التنظيم. والمعروف أن تلك العشائر أعلنت البراءة من أبنائها المنتمين لتنظيم «الدولة» بل وأهدرت دمهم إذا ارتكبوا جرائم بحق أهالي المدينة.
ولفت المصدر إلى أن بعض الميليشيات استولت على دور وسيارات وأراض زراعية تعود لعشائر من المنطقة من النازحين أو من الذين لديهم أبناء سبق وانضموا إلى التنظيم، ووزعتها على عناصرها وعائلات قتلاها بشكل غير قانوني، ودون تدخل من السلطات المحلية.
وكشف المصدر أن سبب محاولة تلك الميليشيات تغيير الطابع الطائفي لمنطقة الضلوعية هو تأمين هذه المنطقة الحيوية التي تقع على طريق بغداد ـ سامراء الذي يمر منه الزائرون العراقيون والإيرانيون أثناء زيارة مرقدي الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، وهما من المراقد الرئيسية للشيعة إضافة إلى مراقد دينية شيعية أخرى في المنطقة، مشيرا إلى أن اهالي المنطقة يرحبون بالزائرين بل هم معتادون على تقديم الخدمة لهم منذ سنوات طويلة.
يذكر أن مدينة الضلوعية (90 كلم شمال بغداد)، وهي منطقة زراعية محاذية لنهر دجلة، تعد من أوائل المدن التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم «الدولة» في العراق، حيث تم طرد عناصر التنظيم منها في نهاية 2014 بعد معارك كر وفر عنيفة وصمود مقاتلي العشائر وخاصة عشيرة الجبور في المنطقة بمواجهة التنظيم ، وقد شاركت القوات الأمنية لاحقا في تحرير المنطقة.