قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية أن قناة الجزيرة تعتبر صوت من لا صوت له، وهي التي أذّنت والناس نيام دفاعاً عن الحريات والحقوق والعدالة، مؤكدًا خلال كلمته التي ألقاها في اليوم الثاني لمنتدى الجزيرة العاشر تحت شعار “التدافع الإقليمي والدولي في الشرق الأوسط”، أن المشهد العربي اليوم يعيش مخاض عاصف وتدافعات واسعة وعميقة ولا يدري أحد متى ستنتهي، مشيرًا إلى الشعب السوري الذي يندفع خارج أرضه هربًا من الموت والدمار والجوع.
وقال: لقد بلغت شقاوة الوضع العربي إن حكامًا مستعدون أن يحكموا بلاد بلا شعوب، منوهًا في ذلك إلى ارتفاع شعار الأسد أو لا أحد حتى أصبحت بلاد العرب سجنًا كبيرًا.
وأوضح أن الديمقراطية في العالم العربي ممكنة عندما تتوفر شروط تحققها، ولا وجود لاستثناء عربي فيها ولا وجود لتعارض بين الإسلام والديمقراطية، والاستبداد ليس قدرًا حتميًا على المنطقة وليس في جيناتنا نحن العرب رفض للحرية التي فطر الله عليها الناس جميعًا.
وتفائل الغنوشي بإمكانية الإصلاح وضرب بذلك مثلاً عن بلده تونس وقال: تونس جزء من الوطن العربي وما يحدث فيها لابد له من أن يؤثر على الوضع العربي كما أثّرت ثورتها وامتدت إلى الأرجاء.
ورأى أن تونس نجحت في الإطاحة بأكثر الأنظمة استبدادًا بطريقة سلمية، ونجحت في إجراء أكثر من انتخابات حرة نقلت السلطة من حزب إلى حزب بشكل حضاري، كما أرست دستور حداثي زاوج بين الإسلام والديمقراطية وحفظ حقوق وحريات الجميع، مؤكدًا على ضرورة انتقال هذه التجربة إلى كل بلدان الربيع العربي.
واعتبر الغنوشي في معرض حديثه أن الثورات العربية أثبتت للعالم أن الشعوب العربية تستحق الديمقراطية، وأن دعم الأنظمة الديكتاتورية خيار غير صائب، موضحًا أن الدعم الغربي لتلك الأنظمة هو نابع من خوفهم بأن تقع السلطة في يد الإسلاميين.
وتساءل الغنوشي عن السبب الحقيقي الذي غيّر خارطة المنطقة بهذه السرعة، من مخاض ديمقراطي واعد إلى مستنقع من التوتر والفتن والصراعات، وهل ما حدث هو حتمية طبيعية لسنن التغير؟.
وأضاف أن التغيرات السياسية لا تحدث في خط مستقيم وسريع، وإنما تمضي في خطوط متعرجة صعودًا وهبوطًا، وقد تستغرق عشرات السنين، مؤكداً أن إجهاض الثورات ليس ممكنا بأي حال.