قال المفكر التونسي أبو يعرب المرزوقي إن بلاده ستقود الموجة الثانية من الربيع العربي، وإن الأزمة الحالية لم تؤثر في مسارها بل جعلته أكثر متانة.
جاء ذلك خلال كلمة للمرزوقي، اليوم الثلاثاء، في ندوة بعنوان “القضاء العسكري والسياسة بعد 25 يوليو” نظمها ائتلاف الكرامة في العاصمة تونس.
وقال المرزوقي “بِت متيقنًا من أن تونس ستقود الموجة الثانية من الربيع العربي، لأن هذه الأزمة التي حدثت لم تؤثر في مسارها بل هي متّنته”.
وعن توظيف الاستبداد للقضاء قال المرزوقي “هناك نوعان من الاستبداد، فالاستبداد الذي يجعل تونس اليوم في أزمة، وكل العرب والمسلمين الذين يريدون أن يخرجوا من الاستثناء التاريخي، لأنه في العالم كله لم يبق إلا المسلمون خارج الحداثة بمعناها الذي يُرجع السيادة للشعوب. نحن نخوض اليوم معركة إرجاع السيادة للشعوب ليس لتونس فقط وإنما لكل العالم المضطهد”.
وأضاف “للاستبداد صنفان، محلي وهو الذي نراه، استبداد قيس سعيّد، وصنف دولي لولاه لما وُجد الثاني، فلولا الاستبداد الدولي ما وجد الاستبداد المحلي”.
واستطرد قائلًا “الداء ليس في الاستبداد المحلي، إذا لم ندرك حقيقة الاستبداد الدولي الذي هو يُسير الانقلابات وهو الذي يحميها وهو الذي يمكنها لكي تحقق له أهدافه، ومعنى ذلك أن هناك الاستبداد الأصلي، والاستبداد الأداتي، والاستبداد الذي يجري الآن هو الاستبداد الأداتي”.
وتساءل المرزوقي” كيف يتم توظيف القضاء في الاستبداد الدولي والأداتي؟
وأجاب “يكفي للحديث عن القضاء في الاستبداد الدولي دراسة القضية الفلسطينية لكي نفهم ما معنى الاستبداد الدولي ودوره في القضاء الدولي الذي يطبق القانون الدولي. هناك دولة مستثناة من تطبيق القانون الدولي، ومستثناة بقانون دولي، وهو ما يسمى حق الفيتو الذي يحول دون تطبيق القانون الدولي”.
وعن الاستبداد الأداتي، قال “كل الذين انقلبوا على الربيع من سوريا إلى تونس وبينهما مصر وليبيا وفي آخر الخليج العربي اليمن، في كل هذه الدول الانقلابات مقودة من الخارج، في سوريا إيران وروسيا، وفي مصر إسرائيل وأمريكا وأوربا، وفي ليبيا روسيا وإيران وإسرائيل وأمريكا وبقايا الإمبراطوريات الأوربية”، وفق تعبيره.