قام المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، مؤخرا بتعيينات جديدة لترسيخ قبضة المتشددين على السلطة والنفوذ في البلاد، بالتزامن مع فوز الإصلاحيين وتقوية شوكتهم في مجلسي الشورى والخبراء.
وعين خامنئي النائب الإيراني العام، رجل الدين إبراهيم رئيسي، مشرفا على مؤسسة “آستان قدس رضوي” التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، والمؤسسات المالية الضخمة التابعة لها، وذلك عقب وفاة رجل الدين عباس واعظ طبسي، الذي تولى المهمة لـ37 عاما.
ويمثل “آستان قدس رضوي” إحدى المؤسسات الكبرى التابعة للصناديق الخيرية الضخمة التابعة بدورها لمؤسسة “بنياد” وهي من المؤسسات الاقتصادية الضخمة التابعة لبيت المرشد، والمعفاة من الضرائب وتشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد غير النفطي الإيراني تصل أموالها إلى 20% من إجمالي الدخل الوطني.
تبلغ قيمة عقارات “بنياد” اليوم نحو 20 مليار دولار شاملة حوالي نصف الأراضي في مدينة مشهد، كما أن الشركات التي تمتلكها تشمل شركات كبيرة مثل رضوي للنفط والغاز، شركة رضوي للتعدين، ماهاب قدس، ومجموعة مابنا وشهاب خودرو.
ويتميز “آستان قدس رضوي” بامتلاكه عددا من المؤسسات والشركات التابعة وحيازات الأراضي في جميع أنحاء البلاد، حيث أنشأ طبسي خلال 37 عاما امبراطورية اقتصادية وثقافية بمليارات الدولارات في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران والوجهة الرئيسية للسياحة الدينية.
وأصبح آستان قدس منذ قيام الثورة في إيران، وتحت إشراف طبسي، اللاعب المهيمن في الاقتصاد الإيراني مع قوة شبه احتكارية في خراسان.
كما عين خامنئي رجل الدين المتشدد أحمد علم الهدى، ممثلا له في خراسان، وهو رجل دين شديد الولاء لخامنئي حيث يكفر كل من يعادي المرشد ويروي عنه الكرامات والمعجزات، ويدعو للضرب بيد من حديد ضد كل من يعارض ولاية الفقيه.
وكان علم الهدى قد وصف أنصار الحركة الخضراء الإصلاحية بأنهم “تيوس وعجول”، وأعداء المرشد الأعلى بأنهم “حزب الشيطان”. وقد دعا في عام 2012 إلى إعدام موسيقي إيراني مشهور يعيش في المنفى بألمانيا لأنه انتقد النظام.