قتل 34 عنصراً من القوات النظامية السورية وقوات موالية لها إثر هجوم شنه تنظيم «داعش» لاستعادة مناطق كانت القوات النظامية سيطرت عليها في محافظة الرقة (شمال)، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس الجمعة.
غير أن وكالة «أعماق» التي تنطق باسم «داعش» ذكرت امس أن «أكثر من 15» عنصراً من قوات النظام قتلوا في الهجوم المضاد الذي شنه التنظيم جنوب شرقي الرقة، وهو رقم يقل بكثير عن الرقم الذي نشره «المرصد السوري».
وكانت القوات النظامية وحلفاؤها نجحوا أول من أمس بتطويق تنظيم «داعش» في شكل كامل في البادية السورية وسط البلاد تمهيداً لبدء المعركة من أجل طرده منها.
وتخوض القوات النظامية بدعم روسي منذ أيار (مايو) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كلم مربع وتربط محافظات سورية عدة وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية.
وتهدف القوات النظامية من خلال عملياتها هذه إلى استعادة محافظة دير الزور من عناصر «داعش» عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوباً، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية- الغربية.
وأوضح «المرصد السوري» أن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وقوات العشائر واصلوا قصفهم المكثف مناطقَ سيطرة التنظيم والمناطق التي تقدم إليها عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، مستهدفة إياه بالصواريخ والقذائف المدفعية، وسط غارات نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام على المناطق ذاتها.
وجاء هذا القصف مع استمرار الاشتباكات بين عناصر «داعش» والقوات النظامية المدعمة بالموالين لها وقوات العشائر المسلحة المدرَّبة روسياً على محاور في محيط منطقة السبخة، في محاولة من التنظيم لتحقيق مزيد من التقدم على حساب القوات النظامية.
وذكر «المرصد السوري» أنه وثق، إضافة الى مقتل أكثر من 34 مقاتلاً من القوات النظامية، أسر آخرين منها أثناء الهجوم الذي تمكن التنظيم خلاله من استعادة السيطرة على المناطق الممتدة من شرق بلدة غانم العلي وصولاً إلى منطقة السبخة. ومكن الهجوم التنظيم من السيطرة على مسافة نحو 40 كلم من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي. أما القوات النظامية التي كانت وصلت إلى أطراف مدينة معدان- آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في ريف الرقة- فقد باتت الآن على مسافة تبعد نحو 30 كلم غربها.
وأردف «المرصد السوري» أن 12 عنصراً من «داعش» قتلوا خلال هذا الهجوم الذي يعد أعنف هجوم معاكس استهدف القوات النظامية عند ضفاف الفرات الجنوبية في الريف الشرقي للرقة.
وتخوض القوات النظامية السورية عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن لطرد عناصر «داعش» من مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سورية.