يعيش أهالي الفلوجة وسامراء منذ أسابيع وضعا إنسانيا صعبا، بسبب شح في الغذاء والدواء، ويرزحون بين ناري تنظيم داعش الإرهابي في الداخل وميليشيات الحشد الشعبي التي تطوق المدينة وتفرض حصارا خانقا على سكانها.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن هناك ما يقارب الـ100 ألف مدني محاصر الآن في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار، غربي العراق، وهو ما يضع احتمالات تعرضهم لخطر كبير من العمليات العسكرية حول المدينة، أو تعرضهم للقتل والتعذيب من قبل عناصر داعش.
ويعيش الأطفال وكبار السن أوضاعا صعبة جدا، بسبب عدم توفر الغذاء والدواء وأبسط متطلبات العيش.
وتحدث سكان محليون من مدينة الفلوجة إلى المرصد أن “الوضع الذي نعيشه الآن صعب جداً. نحن لا نريد أن نكون مثل مدينة مضايا السورية. كل ما نحتاجه الغذاء وإطعام الأطفال وتوفير الدواء لهم. تنظيم داعش يريد أن يقتلنا جوعا”.
وقال سكان إن أسعار المواد الغذائية في أسواق الفلوجة ارتفعت بقوة، وإن المخابز بدأت في تقنين شراء الخبز. وأضافوا أن الوقود أصبح نادرا خلال أشهر الشتاء التي تنخفض فيها درجات الحرارة لما يقرب من درجة التجمد.
من جهة أخرى، اشتكى أهالي مدينة سامراء العراقية من قيام عناصر الحشد الشعبي بعمليات سطو وخطف وسرقة لممتلكات المواطنين، فيما بررت قيادات في الحشد الشعبي تلك الأفعال بحاجة المقاتلين إلى المال بعد وقف رواتبهم.
وأعرب سكان محليون عن استيائهم من ممارسات المليشيات “الشيعية” بحق سامراء، التي تسكنها أغلبية سنية، حيث أقدمت الميليشيات على شراء العقارات في المدينة، وقتل كل من يرفض البيع، إلى جانب إهمال المعالم السياحية والتاريخية فيها.
وبحسب القانون الدولي الإنساني، فإن “الحصار لفئة معينة من السكان وتدمير منازلهم وممتلكاتهم بشكل ممنهج ومنع الغذاء عنهم بغية إبادتهم، يعتبر جريمة ضد الإنسانية وتدخل في الاختصاص الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ويعتبر من أخطر الجرائم على المستوى القانوني الدولي”.