فى الوقت الذى تعلن فيه الخارجية الأمريكية أن جماعة الإخوان المسلمين ليست إرهابيةً، تُسرِّب السعودية وثيقةً تثبت رشوة السيسي ورئيس حكومته وبرلمانه ورئيسه مقابل إبرام وتمرير وتنفيذ المعاهدة التى تنازل نظام السيسي بموجبها للسعودية عن جزر البحر الأحمر.
هذا يؤكد ما سبق أن طرحناه فى مقالاتٍ سابقةٍ من أن القوى الدولية الكبرى والقوى الإقليمية تسعى إلى إظهار الوجه الشيطانىِّ الحقيقىِّ للسيسى ونظامه وكشفه للرأى العام تمهيدًا للإطاحة به واستبداله بسيسي جديد يصلح للمرحلة القادمة بعد أن انتهت صلاحية السيسي الحالي وأصبح يشكل خطرًا على الجميع .
يتعاصر ذلك مع الصيحات العالية التى أطلقها متظاهرو 30 يونية 2013 وعددٌ من القوى الثورية الفاعلة بالدعوة إلى التظاهر ضد السيىسي يوم غد الجمعة 15 أبريل، بالإضافة إلى الإعلان عن القبض على عددٍ من ضباط الجيش بتهمة التدبير للانقلاب على انقلاب السيسي.
يبدو أن المؤسسة العسكرية ـ كما ذكرتُ سابقًا ـ تخطط لتكرار دورها الهزلي الذى لعبته مرتين من قبل بانقلابين ناعمين، الأول: كان مدبرًا بالاتفاق مع نظام مبارك للالتفاف على ثورة الشعب، والثاني: استخدم متظاهري 30 يونيه للإطاحة بالرئيس المنتخب الذى جاءت به الثورة، أما الثالث الذى تسعى إليه بالاتفاق مع قوى دولية وإقليمية فيهدف إلى الحفاظ على الدولة العميقة قبل لحظة الانفجار الشعبىِّ الذى تسكن ناره تحت رماد البطش والقمع .
وبالطبع يحتاج الانقلاب القادم ليكون ناعمًا كسابقيهِ إلى غطاءٍ شعبىٍّ يستتر من خلفه ليظهر فى صورة ثورةٍ شعبيةٍ موجهةٍ تحوز شرعيةً ثوريةً زائفةً تَجُبُّ ما قبلها وتحول دون عودة الرئيس الشرعىِّ مرةً أخرى ليبقى قادة العسكر فى أماكنهم كما هم، ويبقى كل شئٍ كما هو فى مكانه.
لذلك قامت المخابرات بدفع أذرعها الشعبية التى تظاهرت فى 30 يونيه 2013 للنزول مرةً أخرى للمطالبة برحيل السيسي ليكون الحراك الشعبىُّ تحت سيطرة المؤسسة العسكرية حتى إذا أعلن الجيش انصياعه لمطالب الشعب وأطاح بالسيسي نادى الثوار بشعار ” الجيش والشعب إيد واحده ” وعادت مصر إلى نقطة الصفر من جديد، أما إذا فشلت المؤامرة فيكفى المتآمرين من القوى الخارجية أنهم قد ربحوا ـ من وجهة نظرهم ـ جزر البحر الأحمر ذات الأهمية الاستراتيجة الكبرى .
…………………..
رئيس محكمة المنصورة الابتدائية – مصر