أظهرت نتائج دراسة حديثة بشأن حمل التلاميذ حقائبهم المدرسية على الظهر منذ ماقبل المدرسة وحتى الصف الثالث متوسط ان التغيرات غير الصحية في وضع الجسم تتعاظم اذا كان وزن الحقيبة التي تحمل على الظهر يزيد على عشرة الى خمسة عشر في المائة من وزن جسم الطالب او الطالبة وتوصي الجمعية الامريكية للعلاج الطبيعي ان يكون وزن الحقيبة المدرسية دون هذه الحدود.
وفى هذا الصدد يقول الدكتور أحمد عبدالله : أن حمل الحقيبة المدرسية تؤثر بشكل سلبي من حملهم للثقل الكبير والمؤثر على صحتهم؛ حيث إن حمل الوزن الثقيل بشكل يومي يؤثر على العمود الفقري للطالب، وأغلب الأحيان أقوم بتوصيل ابنتي للمدرسة في الصف الثاني ابتدائي، وعندما أقوم بحمل الحقيبة أستغرب من الوزن الكبير وأتساءل ماذا يكون بداخل هذه الحقيبة، وكم تتحمل ابنتي من العبء من حملها يومياً ذهاباً وإياباً؟
وأكد عبدالله على أن حمل الطلاب لحقيبة ذات وزن ثقيل يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة أبرزها آلام متكررة بالظهر واعوجاج جانبي للعمود الفقري والديسك، فضلاً عن أن تكرار حمل هذه الأوزان يؤدي أيضا إلى انزلاقات غضروفية وشد عضلي ومشاكل بالرقبة خصوصاً للطلاب في المراحل المتقدمة نظراً لاستمرار حملهم للحقيبة فترة طويلة.
وبيّن عبدالله أن العديد من أولياء الأمور تنبه لهذه المشكلة وقاموا بإيجاد بعض الحلول مثل اللجوء إلى الحقائب التي يتم جرها عوضا عن التي يتم حملها، إضافة إلى لجوئهم إلى نوع من المشدات الخاصة للظهر للطلاب الأكبر بالمراحل الإعدادية.
وأشار عبدالله إلى أن هنالك إجراءات وقائية يتعين أخذها في الاعتبار مع استخدام حقائب الظهر ذات العجلات أيضا، فعلى سبيل المثال يجب أن يكون المقبض الذي يمسك بالحقيبة منه طويلا بدرجة كافية حتى لا يضطر الطفل إلى الالتواء أو الانحناء، وأن تكون العجلات كبيرة على نحوٍ كافٍ حتى لا تهتز الحقيبة أو تنقلب، منوهاً بأن هذه المشكلة أحد أبرز أسبابها هو أسلوب التعليم في المدارس الذي يعتمد على التلقين، وبالتالي يتطلب من الطلاب أن يحملوا جميع كتبهم معهم في الحقيبة بشكل متكرر.
وأكد عبدالله على أن المدارس مطالبة بتغيير أسلوب تعليمها بحيث يقوم الطالب عند انتهاء الدوام المدرسي بوضع كتبه في خزائن خاصة بالمدرسة عوضاً عن حملها إلى المنزل يومياً، كذلك ينبغي الانتباه إلى وضعية جلوس أبنائنا الطلاب خاصة الصغار منهم على مقاعد الدراسة بطريقة صحيحة وعدم الجلوس بظهر مقوس؛ إذ إن ذلك يحمل ضرراً لا يقتصر فقط على العمود الفقري والهيكل العظمي فحسب بل قد يطال جميع أعضاء الجسم الداخلية.
وأوضح عبدالله أن دور الاختصاصي الاجتماعي يتمثل في التخفيف من الحقيبة المدرسية للطلبة من خلال إشراك أولياء الأمور مع المدرسة في الحد من هذه الظاهرة، وعمل دراسات وبحوث إجرائية وتوجيه الطلبة في كيفية اختيار الحقيبة المناسبة وطريقة حملها بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى التمارين التي يجب مراعاتها يومياً للحفاظ على جسم الطالب، وكيف يمكن للطالب وأولياء الأمور والمدرسين أن يتنبهوا إلى أن الطالب يعاني من بوادر انحناءات في الظهر والعمود الفقري تسببت فيها الحقيبة الثقيلة والمسارعة في حل هذه الحالات قبل أن تتفاقم، وابتكار مشاريع تساعد على التخفيف من وزن الحقيبة وتنفيذ حصص توجيه للطلبة لمعرفة أسس اختيار الحقيبة الصحية.