تتسابق الميليشيات الشيعية العراقية فيما بينها لجذب المزيد من الشباب للتطوع، من أجل القتال في سوريا لدعم النظام السوري .
وأفادت مصادر مقربة من التحالف الوطني العراقي لـ»القدس العربي»، أن الميليشيات الرئيسية العراقية تشن هذه الأيام حملة واسعة بين الأوساط الشيعية لتشجيع أبنائها على التطوع والتوجه بسرعة الى سوريا من أجل حسم معركة حلب ومحاولة استعادتها من المعارضة السورية.
وذكر المصدر الذي يسمي نفسه ابو حسين اللامي أن ميليشيا «العصائب» بقيادة قيس الخزعلي ، قامت بحملة كبيرة ضمن الأحياء الشيعية وخاصة في العاصمة العراقية بغداد لتشجيع الشباب على التطوع تحت شعار «حماية السيدة زينب والمقامات الشيعية في سوريا»، حيث يتحرك عناصر العصائب في كل مكان وينشرون لافتات الدعوة للتطوع في شوارع المدن العراقية من أجل جمع أكبر عدد ممكن من المقاتلين لإدخالهم في دورات تدريب عسكري سريعة لفترة أقل من شهر وإرسالهم إلى حلب مع الحرص على اختيار المتطوعين الذين يجيدون استخدام السلاح أو الذين سبق لهم الاشتراك في معارك سواء في العراق او سوريا.
وأشار اللامي إلى أن العصائب وباقي الميليشيات، تستغل البطالة الواسعة بين الشباب الشيعي، وخاصة بين الذين لا تعليم لهم ولا فرصة للعمل أمامهم فتقوم بتقديم مغريات عديدة لهم منها الرواتب المجزية ووعود بالتعيين في وظائف في العراق بعد العودة من «الجهاد»، كما تقوم بالصرف على تجهيز المقاتلين بالملابس والمعدات العسكرية والسلاح، منوها إلى أن الكثير من الشباب وخاصة صغار السن الذين يتطوعون للقتال في سوريا يقتلون أو يصابون هناك في المعارك نظرا لقلة خبراتهم القتالية والعسكرية.
وأكد اللامي أن تحرك الميليشيات المستعجل جاء بعد قيام عدد من قيادات الميليشيات بزيارات مؤخرا إلى طهران وتلقي توجيهات بتعبئة واسعة وسريعة للمقاتلين وإرسالهم إلى حلب التي يسعى النظام السوري بدعم من إيران وروسيا إلى حسم الموقف العسكري فيها واستغلال الموقف الأمريكي المتردد حول القضية السورية في فترة ما قبل الانتخابات الأمريكية، منوها إلى سكوت السلطات العراقية على تحرك الميليشيات رغم علمها به.
وكشفت مصادر أخرى أن الميليشيات الشيعية العراقية تستغل انضمامها «شكليا» الى «الحشد الشعبي» فتتلقى رواتب ومخصصات من الحكومة العراقية لمقاتليها الذين يعمل معظمهم في سوريا، وذلك إضافة إلى الأموال المرسلة من إيران لهذا الغرض.
يذكر أن ميليشيا «حركة النجباء» العراقية، إحدى الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي، أعلنت أنها أرسلت أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب السورية مؤخرا لتعزيز مواقعها.
وأشار القيادي في الميليشيا هاشم الموسوي أن «أكثر من ألف مقاتل من حركة النجباء أرسلوا إلى حلب لتقديم المساعدة على الأرض»، لافتا إلى أنه تم إرسال المقاتلين الإضافيين لتعزيز المناطق التي انتزعت من الجماعات المعارضة هناك.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أعلنت أن نحو 2000 مقاتل من حركة النجباء العراقية المسلحة والممولة من طهران وصلت إلى مطار «النيرب» في مدينة حلب، لدعم الجيش النظامي، وأن قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني زار اولئك المقاتلين في حلب،
علما أن عدة ميليشيات عراقية أخرى إضافة إلى «حزب الله» اللبناني وقوى إيرانية وأفغانية وأطراف أخرى، تقوم بإرسال مقاتليها الى سوريا منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام السوري في عام 2011، لتقديم الدعم للجيش السوري النظامي في مواجهة الفصائل السورية المعارضة