النيابة تخلي سبيل رئيسة تحرير “مدى مصر” بعد اتهامها بالإساءة لسمعة مصر

قررت نيابة استئناف القاهرة، اليوم الثلاثاء، إخلاء سبيل رئيسة تحرير موقع مدى مصر، لينا عطالله، بكفالة 5 آلاف جنيه، على ذمة التحقيق في البلاغ المقدم ضدها من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بتهمة “نشر أخبار كاذبة، وإدارة موقع دون ترخيص”.

وهي الاتهامات التي “أيدتها تحريات الأمن الوطني، الذي زعم أن نشر الموقع تقريرًا عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء جاء بهدف الإساءة لسمعة مصر”، وفق محامي الموقع حسن الأزهري.

وفي أكتوبر 2023 نشر مدى مصر تقريرًا بعنوان “مصر تميل لقبول مشروط لأي نزوح فلسطيني تفرضه إسرائيل”، يشير إلى أن مصر تواجه ضغوطًا للقبول بدخول فلسطينيي غزة إلى أراضيها.

جاء فيه “وحتى الآن، يظل الموقف الرسمي المصري رافضًا بشكل قاطع لسيناريو نزوح فلسطيني جماعي رغم الضغوط الشديدة التي تواصلها الدول الغربية عليها”، قبل أن يعتذر الموقع عن عدم دقة العنوان، ويقوم بتغييره.

ونشرت المؤسسة الصحفية المستقلة اعتذارًا عما حمله عنوان تقريرها من لبس، مشيرة إلى أنها غيّرته إلى “مفاوضات مصرية شاقة حول سيناريوهات نزوح فلسطيني محتمل تفرضه إسرائيل”، لكن المجلس الأعلى للإعلام أعلن حجب الموقع لمدة 6 أشهر، وإحالة الموضوع للنيابة العامة لاتخاذ ما تراه بشأنه.

وحول ردهم على ما جاء في المذكرة، أكد المحامي “الأزهري” أن عطا لله ردت على الاتهام الأول الخاص بنشر أخبار كاذبة، بقولها إن المادة الصحفية محل الاتهام تمثل تقريرًا تحليليًا وليست خبرًا “بيتوقع مستقبل عكس الخبر اللي بيتكلم عن ماضي، وإن إحنا ما نقلناش حاجة على خلاف الواقع”

كما أكدت عطا لله خلال التحقيقات على “حسن نية” إدارة الموقع التي بادرت بحذف التقرير بعد تأكيد المجلس الأعلى للإعلام عدم صحة المعلومات الواردة فيه، مؤكدة أن الهدف الأساسي من نشر التقرير كان الحرص على الصالح العام عبر إثارة موضوع بهذه الأهمية، لافتة في الوقت نفسه إلى أن التقرير تضمن وجهات نظر مصادر مختلفة، وفق محامي الموقع.

وردًا على اتهامها بإدارة موقع دون ترخيص، نقل الأزهري عن عطا لله تأكيدها في التحقيقات عدم تلقي إدارة الموقع ردًا من الشؤون القانونية أو إدارة التراخيص بالمجلس الأعلى للإعلام، سواء بقبول طلبهم لاستكمال إجراءات الترخيص أو رفضه، مشددة على ضرورة تلقيهم ردًا حول هذا الطلب.

ونفى الأزهري تطرق التحقيق في أي من مراحله للاستجواب حول التحقيق الصحفي الأخير الذي نشره موقع مدى مصر بعنوان شبه جزيرة العرجاني، الذي تطرق خلاله إلى سيطرة الشركات المملوكة لرجل الأعمال إبراهيم العرجاني على التنسيقات الخاصة بعبور الفلسطينيين من معبر رفح مقابل مبالغ مالية، من خلال شركته “هلا”

وقد انتقد عضو مجلس نقابة الصحفيين محمود كامل فكرة إبلاغ المجلس الأعلى للإعلام، النيابة العامة، عن الصحفيين، قائلًا “كنت أتمنى من المجلس بدل ما يقدم بلاغ للنيابة ضد صحفية، إنهم يستمعوا لأقوالها بخصوص المنشور، دا ألف باء عمل نقابي وعمل مهني يعني”

وتابع كامل، الذي حضر جلسة التحقيق اليوم، “ما كنتش أتمنى من المجلس الأعلى للإعلام يحطنا في الموقف ده، إننا نبقى قاعدين ندافع عن صحفية في بلاغ مقدم من المجلس اللي بيرأسه وبيضم في عضويته صحفيين أعضاء في النقابة، خصوصًا إن الزميلة أبدت حسن نية بحذف التقرير ونشر المواقف والبيانات الرسمية من قصة التهجير، وبالتالي ما كنش فيه أي تعمد لنشر أخبار مش صحيحة”

وأبدى كامل شديد تعجبه من سابقة توقيع المجلس الأعلى للإعلام إجراءً عقابيًا على الموقع بالغرامة والحجب، والتقدم ببلاغ ضد مسؤوليه لمعاقبتهم جنائيًا، متسائلًا “أنت عاقبتهم وعايز توقع عليهم عقوبة تانية كمان ورايح توديهم النيابة في نفس الوقت، هل فيه أي نص قانوني بيقول إنك تعاقب مكان على الخطأ مرتين؟”.

شاهد أيضاً

دمشق تطمئن واشنطن لرفع العقوبات: لا تهديد لإسرائيل ونراقب الفصائل الفلسطينية

ذكرت وكالة “رويترز” أن الحكومة السورية الجديدة وجّهت رسالة إلى الولايات المتحدة، تناولت فيها ردّ …