يتابع الهلال الأحمر القطري تنفيذ برنامجه الإغاثي لمساعدة المدنيين المتضررين من النزاع المسلح في جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث قطع شوطا كبيرا في الانتهاء من مشروع الإيواء والمياه والإصحاح الذي يقيمه لفائدة النازحين في قرية معين سيدو شمالي البلاد، وذلك بالشراكة مع الجمعية الوطنية لإفريقيا الوسطى.
ويستغرق تنفيذ المشروع 18 شهرا، وتستفيد منه 350 أسرة تضم 1,400 نازح من مختلف مدن إفريقيا الوسطى إلى قرية معين سيدو مقاطعة أوهام على الحدود التشادية شمال البلاد، حيث سيحصلون بعد انتهاء المشروع على الإيواء وخدمات المياه والإصحاح وحزمة النظافة الشخصية، بالإضافة إلى حصول 450 أسرة من السكان المحليين الأكثر فقرا على حزم النظافة الشخصية.
ويتحمل الهلال الأحمر القطري تمويل المشروع وتنفيذه من خلال مكتبه الدائم في العاصمة بانغي، بالتعاون مع نظيره في إفريقيا الوسطى وبالتنسيق مع كل من السلطات المحلية والمنظمة الدولية للهجرة، التي تدير مخيما للنازحين في قرية معين سيدو يؤوي 600 أسرة (2,400 شخص)، فيما يقدر عدد النازحين الذين ينزلون في ضيافة سكان القرية الأصليين بحوالي ألف أسرة (4 آلاف شخص)، من إجمالي عدد النازحين في البلاد الذي يبلغ 43,600 نازح يعيشون في 34 مخيما للنازحين وفقا لإحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ومن خلال هذا المشروع، تقوم فرق الهلال الأحمر القطري حاليا ببناء 350 وحدة إيواء مزودة بنظام متكامل للصرف الصحي من أجل المحافظة على السلامة البيئية داخل القرية، إلى جانب حفر 3 آبار ارتوازية لتوفير مياه الشرب النظيفة، وتوزيع 800 حزمة نظافة شخصية على 350 أسرة نازحة و450 أسرة من المجتمع المحلي لوقايتهم من الأوبئة والأمراض الانتقالية مثل الملاريا والحصبة والكوليرا.
وكان الهلال الأحمر القطري قد وقع اتفاقية المشروع مع الجمعية الوطنية لإفريقيا الوسطى لمدة عامين، حيث اشترك متطوعون من فرعي الجمعية بكل من كابو ومعين سيدو في عمليات التخطيط المبدئي والتنفيذ، كما تعاونت السلطات المحلية مع فريق عمل المشروع في التخطيط المبدئي وتحديد موقع الإنشاءات ومنح قطعة الأرض لإسكان النازحين والأنشطة الإدارية، في حين ساهمت المنظمة الدولية للهجرة في إحصاء عدد النازحين ورصد أوضاعهم الإنسانية وتبادل الخبرات والمعلومات والتنسيق اللوجستي.
يأتي هذا المشروع في إطار استجابة الهلال الأحمر القطري للنداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية لمساعدة منكوبي أحداث العنف الطائفي التي اجتاحت جمهورية إفريقيا الوسطى قبل عامين.