أبلغت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين أمس، ببدء المجاعة في شمالي غزة.
واعتمدت باور في إجابتها على سؤال أحد النواب، خلال حضورها مناقشة ميزانية وكالتها لعام 2025 أمام لجنة المخصصات في مجلس النواب، على تقييم «المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، الذي أوضح أن «المجاعة حقيقة واقعة».
وحذرت من معاناة نحو 1.1 مليون في غزة من «جوع كارثي»، وهو أعلى تصنيف لانعدام الأمن الغذائي، علمًا بأن معطيات التقييم تعتمد على معطيات الوضع قبل شهرين.
وقالت باور إن معدل سوء التغذية الحاد بين أطفال غزة بلغ طفلًا بين كل ثلاثة أطفال، مشيرة إلى أن سوء التغذية الحاد الشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة، بلغ 16% في يناير الماضي، ثم تضاعف في فبراير، مضيفة أنهم ينتظرون أرقام شهر مارس “لكننا نتوقع أن تستمر الزيادة”.
يعاني سكان قطاع غزة من “الجوع الشديد” نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وسط اتهامات للحكومة الإسرائيلية باستخدام “سلاح التجويع” ونفي إسرائيلي.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أمس عن إسقاط حوالي ستة آلاف رطل من المساعدات الإنسانية على شمالي غزة، مقدرة ما أسقطته الولايات المتحدة حتى الآن بنحو 855 طنًا من إمدادات المساعدات الإنسانية، فيما صرح جيش الاحتلال بإدخال المساعدات الإنسانية لأول مرة عبر المعبر الشمالي لقطاع غزة، الذي افتتح حديثًا، بعد تفتيشها في معبر كرم أبو سالم، ذلك تنفيذًا لقرار سياسي
ويأتي السماح بدخول المساعدات إلى الشمال بعد ساعات قليلة من اغتيال قياديين في جهاز الشرطة التابع لحركة حماس، كانا مسؤولين عن الأمن الداخلي في منطقة جباليا، شمالي القطاع، حسبما اعترف به جيش الاحتلال، رغم الطلب الأمريكي بعدم استهداف الشرطة خوفًا من شيوع الفوضى في القطاع.
بعد مرور ستة أشهر على الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخري، يواجه سكان غزة “أزمة جوع” تقول الأمم المتحدة إنها “تقترب من المجاعة”، فلماذا يواجه “الغزاوية” شبح “الموت جوعا”؟ وهل يتم إعلان “حالة المجاعة” في القطاع قريبا؟
ويواجه القطاع الفلسطيني “المجاعة وانتشارا واسع النطاق للأمراض بعد أن أصبح جميع سكانه تقريبا بلا مأوى”، ويقول خبراء الإغاثة إن الأزمة في غزة هي من صنع الإنسان بالكامل، نتيجة للحرب والحصار الإسرائيلي شبه الكامل للقطاع، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
أسباب “المجاعات”؟
تحدث “المجاعات” عادة في المناطق التي يكون فيها قيود على سبل الوصول والتحرك، وهو عامل مشترك في مناطق الصراع.
و”المجاعة” هي أحد أعراض الحروب الممتدة، ونادرا ما تظهر لوحدها، بل يصاحبها تدهور في المنظومة الصحية والبنية التحتية والأوضاع الاقتصادية، وفق “لجنة الصليب الأحمر”.
ويعود سبب “نقص الغذاء” في غزة إلى الحصار الإسرائيلي والعمليات العسكرية، بحسب “نيويورك تايمز”
ولسنوات قبل الحرب الأخيرة، كانت غزة خاضعة لحصار إسرائيلي، بدعم من مصر.
وفي ظل الحصار، تم فرض قيود صارمة على المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الواردات الغذائية والتجارية.
ومع ذلك، فإن مستويات “سوء التغذية” بين سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة كانت منخفضة ويمكن مقارنتها بمستوياتها في بلدان المنطقة.
وبعد هجوم 7 أكتوبر، فرضت إسرائيل حصارا على غزة وفرضت ضوابط أكثر صرامة على ما يمكن أن يدخل إليها، وأوقفت أي شيء تعتقد أنه يمكن أن يفيد حماس من الدخول للقطاع.
وفي الوقت نفسه، منعت إسرائيل الواردات التجارية من المواد الغذائية التي ملأت متاجر وأسواق غزة.
كما قصفت إسرائيل ميناء غزة وقيدت الصيد وقصفت العديد من مزارع القطاع.
وقد أدت الغارات الجوية والقتال إلى تدمير البنية التحتية في غزة وأجبرت جميع سكانها تقريبا على الفرار من منازلهم.
وقد أدى هذا النزوح، بالإضافة إلى تدمير الشركات وارتفاع الأسعار، إلى “صعوبة قدرة الأسر على إطعام نفسها”
كيف تحدث “المجاعة”؟
يتم إعلان “حالة المجاعة” عندما يكون 20 بالمئة من الأُسر في منطقة جغرافية معينة في مرحلة كارثية، وتحدث عندما لا يتوفر أدنى احترام للكرامة والحياة البشرية.
ويتطلب الأمر لإعلان “المجاعة” وجود أدلة بثلاثة جوانب: (1) نسبة 20 في المائة من الأسر المعيشية على الأقل تواجه حالة نقص شديد في الأغذية مع قدرة محدودة على مواجهة الحالة، (2) تجاوز انتشار سوء التغذية الحاد الشامل نسبة 30 في المائة، (3) تجاوز معدلات الوفيات الأولية وقوع حالتين اثنتين لكل 000 10 نسمة من السكان يوميا، بحسب” تصنيف مراحل الأمن الغذائي”
ومن أجل تصنيف حالة المجاعة، يستخدم النهج أو التصنيف عدة جوانب مرتبطة بالأمن الغذائي، وأبرزها: “معدل الوفيات الأولية، سوء التغذية الحاد، التقزم، الحصول على الأغذية وتوافرها، التنوع الغذائي، الحصول على الماء وتوافره، آليات مواجهة الموقف، وسائل كسب الرزق، الأمن المدني والمخاطر”
ومن ثم يتم تصنيف المنطقة أو الإقليم أو البلد، وفق 5 مستويات أو مراحل: “آمنة غذائيا بوجه عام، غير آمنة غذائيا متوسط/عند الحافة؛ أزمة غذائية شديدة وأزمة في سبل الرزق؛ حالة طوارئ إنسانية؛ مجاعة”
ولم تصنف الهيئات التابعة للأمم المتحدة بعد الوضع في غزة على أنه “مجاعة”،