باكستان: ادعاءات الهند بإجراء ضربات تطهيرية مضللة

نفت باكستان، اليوم الخميس، “إدعاءات” القوات الهندية بتنفيذ ضربات “تطهيرية” ضد عناصر بالجيش الباكستاني في إقليم “جامو وكشمير”، ذي الأغلبية المسلمة المتنازع عليه بين البلدين، واصفةً ذلك بـ “تضليل للحقائق”.

وأقرّت باكستان، بمقتل اثنين من جنودها ليلة أمس، في هجوم للقوات الهندية، على طول الحدود بينهما، إلاّ أنها اعتبرت ذلك “وقع في تبادل لإطلاق النار بين قوات البلدين، وليس ضمن حملة تطهيرية هندية على قواتها”.

وفي وقت سابق اليوم، قال مدير العمليات العسكرية في الجيش الهندي، الفريق، رانبير سينغ، في مؤتمر صحفي، عقده اليوم في نيودلهي، إن جيش بلاده “شن الليلة الماضية، غارات على منصات إطلاق (صواريخ) لوحدات إرهابية (في إشارة إلى عناصر من الجيش الباكستاني)، كانت تحاول التسلل لإقليم جامو وكشمير”.

وبالمقابل علّق الجيش الباكستاني، في بيان له اليوم، ووصل الأناضول نسخة منه، أنه “لم يكن هناك أي ضربة عسكرية تطهيرية من قبل الهند، إنما جرى تبادل لإطلاق النار على بعض المناطق الحدودية، عقب هجوم غير مبرر شنته القوات الهندية الليلة الماضية”.

وذكر وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، إن “إدعاءات الهند، التي تفتقر للمصداقية، جاءت بهدف صرف اهتمام الرأي العام عن الممارسات القمعية والهمجية التي تمارسها قواتها في جامو وكشمير”، بحسب البيان ذاته.

وأوضح البيان أن “القوات الجوية الباكستانية، مستعدة للرد على أي ضربة عسكرية سافرة تستهدف سيادة ووحدة أراضيها”.

وفي السياق ذاته، أدان رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف بشدة “العدوان الهندي على طول الحدود، قرب قريتي (كيل) و(ليبا) في الإقليم المتنازع عليه، واصفًا إياه بـ”غير المبرر والسافر”، كونه تسبب بمقتل جنديين باكستانيين اثنين، وفق البيان.

وأضاف شريف “نأمل ألا تسئ الدول المجاورة فهم نوايانا السلمية، حيث أن قواتنا الباسلة قادرة على التصدي لأية مخططات شريرة تسعى لتقويض سيادة بلادنا”.

وفي وقت سابق اليوم أعلن الجيش الباكستاني، في بيان له، مقتل اثنين من جنوده على يد القوات الهندية، في هجوم وصفه بـ “غير المبرر” على أراضيه في إقليم “جامو وكشمير” ذي الأغلبية المسلمة، والمتنازع عليه بين إسلام آباد ونيودلهي.

كما قال رئيس حكومة إقليم البنجاب في باكستان، شهباز شريف، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن “الأمة جمعاء تدفع ثمن الهجوم السافر الذي شنته اليوم القوات الهندية، وتسبب بمقتل بعض جنودنا البواسل”.

ويشهد الإقليم، ذو الأغلبية المسلمة، صراعاً بين الهند وباكستان، منذ خروج الاستعمار البريطاني من المنطقة عام 1947، خاضت فيه القوتان النوويتان 3 حروب أعوام 1948، و1965، و1971.

وتتهم نيودلهي، إسلام أباد بتسليح وتدريب مقاتلين من أجل الاستقلال أو الاندماج مع باكستان منذ عام 1989، إلا أن الأخيرة تنفي ذلك وتقول إن دعمها يقتصر على تقديم الدعم المعنوي والسياسي للكشميريين.

ومنذ عام 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، فضلًا عن اغتصاب أكثر من 10 آلاف امرأة، بينما قتل 7 آلاف شخص في ظل حكم السلطات الهندية، بحسب الجهات المناوئة لنيودلهي، الأمر الذي يهدد استمراره بتفجر حرب رابعة بين الهند وباكستان، هي الأولى بعد دخولهما النادي النووي في تسعينات القرن الماضي.

وصدر عن الأمم المتحدة 12 قراراً متعلقاً بإقليم جامو وكشمير منذ بداية الأزمة، عام 1947، رسخت جميعها بشكل كامل مبدأ حق تقرير المصير لشعب الإقليم، الأمر الذي اشترطت باكستان بأن يُعهد تنفيذه إلى الأمم المتحدة، بينما ترفض الهند ذلك حتى اليوم.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة تحذر: الهند مصدر للعنف والتطرف في العالم بسبب عنصرية الهندوس

نبّه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات، فرناند دي فارين، إلى أن الهند تخاطر …