تقول الحكاية إنه بعد تمكن الغزاة الإسبان من قتل آخر إمبراطور لحضارة الأنكا في بيرو، استمروا في طريقهم داخل غابات الأمازون بحثا عن الذهب، لكن قلة منهم فقط استطاعت أن تعود، وقال الناجون من رحلة البحث عن الذهب إنهم رأوا أمورا غريبة، من قبيل المجاعة التي دفعت الناس إلى أكل الثعابين، وشرب الماء المسموم، وحكوا عن النهر الذي يغلي من الحرارة كما لو أن نارا أوقدت تحته.
مغامرة النهر
هذه الحكاية رواها الباحث الجيولوجي أندري روزو، في كتابه المعنون “نهر الغليان.. المغامرة والاكتشاف في الأمازون” وذلك نقلا عن جده، لكن روز لم يكتف برواية الحكاية الأسطوريه، بل قرر البحث عن النهر الذي يغلي حتى عثر عليه في منطقة “ماينتيكو”.
لا نهر يغلي
وسأل روزو الذي يعدا بحثا لنيل درجة الدكتوراه من جامعة ساوثرن ميثوديست في دالاس، بولاية تكساس الأمريكية، زملاءه في الجامعة وموظفي الحكومة وشركات التعدين والتنقيب عن النفط عن ذلك النهر، وجاءت الإجابة “لا”.. قاطعة.
رواية العمة
وتنقل صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن روزو أنه في أحد الأيام كان يتناول العشاء مع الأسرة حين قالت عمته “إنها زارت النهر الذي يغلي”، فنهض من مكانه وهو يقول لعمته، خذيني إلى ذلك النهر، أريد أن أراه. وبالفعل بدأ روزو رحلة البحث مع عمته في غابات الأمازون، حتى عثر على النهر الذي يغلي. ويقول روزو: إنه بحث عن النهر عبر خرائط البراكين في بيرو، مرجحا أن ماء النهر الذي يغلي، ينبع من منطقة قريبة من البركان، ويستمد الحرارة منه. وبالفعل عثر على النهر الذي يبلغ طوله ستة أميال وعمقه ستة أمتار وأقصى عرض له 82 مترا.
السقوط القاتل
ويقول روزو: اعتقدت في البداية أنني سأجد نبع ماء دافئ بالقرب من بركان، لكن لا، إنه نهر والماء فيه يغلي، حتى إنه يقتل بعض الكائنات بداخله كالضفدعة التي لا تتحمل درجة الحرارة والغليان. وينقل موقع “تيد” للأفكار الجديدة عن روزو قوله: إن السقوط في النهر يعني الموت مباشرة، وقد وضعت فيه يدي فأصبت بحروق من الدرجة الثالثة في نصف ثانية فقط.
الحماية البيئية
وحسب “ديلي ميل” يرى روزو أن النهر أحد أعاجيب الدنيا الطبيعية، ويقرر أن يبرزه عبر كتابه وعبر رسالته للدكتوراه، كما يوصي بوضع النهر والمنطقة المحيطة به تحت الحماية البيئية خشية اندثاره.