بدلها .. حملة شبابية ضد التدخين فى لبنان

لأن رمضان بمفهوم التغيير الذي يحمله بين طيّاته لا يقتصر فقط على الأمور الدينية بل يتعداها ليشمل جميع العادات التي تعكس سلبا على حياة الفرد. «بدّلها… بشهر الخير»، هو الشعار الذي اتخذته جمعية «النجم» لنشاطها الذي تقيمه في أحياء مدينة طرابلس اللبنانية، حيث قررت بمبادرة شبابية أن تنظم نشاطاً يجوب شوارع المدينة تحث المدخنين من خلاله الاقلاع عن هذه العادة بطريقة مبتكرة .

كان لا بد من زيارة «ستاند» المتنقل بين الأحياء التي شهدت اقبالاً نحوه، إن كان من المارة أو ممن قصدوا المكان تحديدا بعد الإعلان عن المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. اتُخذ المتطوعون من الرصيف مكاناً لحملتهم التي تمتد لساعات. مجموعة من الشبان والشابات متحمسين للفت نظر الناس بأن الاقلاع عن التدخين ليس أمراً شاقاً بعد اليوم بل إنه فعل إرادة. فقط عليك المحاولة.

يعتلي «ستاند» الحملة صندوق يخال للناظر بأنه للإقتراع، ولكنه ليس كذلك، بل إنه الواقع لفعل «بدلها» نفسه. حيث يقوم المدخن بوضع إحدى سجائره في الصندوق واستبدالها بمسواك كنوع من التحفيز على الاقلاع عنها تماماً، بالاضافة إلى ذلك تم توزيع «بروشور» وروزنامة أشرف على اعدادها دكتور مختص، تتضمن نظاماً محدداً لـ 30 يوما يستطيع المدخن خلالها أن يقلع عن التدخين من خلال النصائح والارشادات والبدائل.

يقول يحيى الصدّيق، وهو احد اعضاء الجملة، أنهم استغلوا شهر رمضان لتسليط الضوء على المدخنين»، مشيراً إلى أن «بدلها أي السجائر، يمكن أن تكون بكثير من الخيارات الموجودة والمتاحة، فواحدة ان من هذه الخيارات «المسواك» الذي ربما عدد من الناس لا يعلم بأنه منظّف للفم ويترك آثارا ايجابية عدة كما أنه قد يلهي المدخن عن التفكير بالتدخين»، موضحاً أن هناك أطعمة عدة ومشروبات يستطيع المدخن أن يتناولها كبديل، مثل الجوز واللوز والفاكهة المجففة. حيث أدرجناهم اليوم في حملتنا تحت مسمى «بازار رمضان» ويستطيع المدخن شراؤهم كخطوة نحو الإقلاع عن التدخين. كما سنستثمر المبلغ الذي سيتم جمعه من البازار في إفطار سنقيمه للأيـتام فـي الأيـام المقـبلة».

التطوع فن لا يتقنه الجميع. روح التطوع متشبثة في المكان. الجـميع يشعر بأن قيامه بهذا العمل مسؤولية أمام المجتمع. يتشاطرون المهمات والأهداف. فـأغلبهم لا يعـرفون بعضـهم البعـض. وربما قد تكون هذه هي تعويذة نجاحهم، فإن ما جمعهم كفيل بجعلهم متماهين بين بعضهم البعض. يقول يحيى، أنه بعيدا عن هذه المبادرة فإن المتطوعين أحبوا بعضهم انطلاقاً من حماسهم للمبادرة والسعي خلف ترك الأثر بنفس كل من وقف ليبدل سجائره أو أتى ليستوضح ماهية المبادرة.

ويوضح أن لدى العديد من المدخنين نيةً في الإقلاع عن التدخين وتحمسوا لوضع علبة السجائر كلها. بالاضافة للـ filterوربما هذا تحفيز لهم ولنا أيضا لنكمل في هذه المبادرة علّها تصل إلى كافة البيوت وربما تعدو إلى خارج الحدود ونراها قريباً في بلد آخر غير لبنان، وبهذا تكون مدينة طرابلس هي عرابة هذه الحملة».

في ختام نهارهم الذي امتد إلى نحو 6 ساعات متواصلة في محلة أبي سمراء- ساحة الشراع، أكد يحيى، انهم لا يدعون أن التغيير سيحصل من أول يوم، «بدأنا فيه من ساحة التل أو في شارع نديم الجسر أو اليوم في أبي سمراء أو فيما بعد في القبة وصولا إلى بيروت. نحن أردنا أن تكون حملتنا إضاءة أو مجموعة إضاءات على آفة اجتماعية شعرنا أنه لابد أن يكون لنا دور فيها، حملتنا هي تذكيرية لكل مدخن أنه بإمكانك أن تبدل «من – إلى» والخيارات موجودة ووضعناها أمامهم».

شاهد أيضاً

تدعو لبذل المزيد من الجهود لوقف “الإسلاموفوبيا”

في أول يوم عالمي تُقيمه الأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، حثَّ تحالف يضم ما يزيد …