بذكاء اللمبي .. السيسي يبرئ مرسي من تهمة أخونة الدولة

الطرافة والغباء وجهان دائمان لخطاب قائد الانقلاب المصري، عبد الفتاح السيسي، فالجنرال بذكائه المعهود برّأ – من حيث لا يقصد – الرئيس محمد مرسي من تهمة أخونة الدولة، وقال أمس الأربعاء خلال اجتماع ضم عدد من مؤيدي 3 يوليو، إنه لم ينتهز فرصة تعيينه وزيرًا للدفاع في عهد الدكتور محمد مرسي، الرئيس السابق لكنه كان مختلفًا، قائلا: «أنا مش إخوان ومش هبقى إخوان، وأنا مش سلفي ومش هبقى سلفي».

أنا مش إخوان

وذكر السيسي أنه قال للرئيس مرسي: «أنا مسلم بس، والجيش بيمثل المصريين مش السلفيين ولا الإخوان»، ورغم ذلك قَبِله الرئيس مرسي وزيرا للدفاع، وهو يعلم تماما أنه لا علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين.

خلال العام الذي حكم فيه الرئيس مرسي، حمل الصحفي والنائب في برلمان الدم، مصطفى بكري والنائب محمد أبو حامد، لواء الاتهامات الموجهة لجماعة الإخوان وللرئيس مرسي، بمحاولة فرض سيطرتهم على مفاصل الدولة، معتبرين أن الجماعة كانت تقود مخططا لإدارة السلطة في مصر لمصلحتها الخاصة لا لمصلحة البلاد!

وقال أبو حامد إن الإخوان المسلمين تنفذ مخططات لما أسموه “أخونة” الجيش والشرطة والإعلام والقضاء، ووصل الأمر إلى دعوته مع آخرين إلى الانقلاب بهدف إسقاط الإخوان الذين اتهمهم بتلقي تمويل من دول خارجية!

إشاعة عسكرية

وباتفاق مع العسكر؛ امتنع عدد من كتاب الانقلاب عن كتابة مقالاتهم، احتجاجا على ما عدّوه محاولة من الإخوان المسلمين للسيطرة على المؤسسات الصحفية الحكومية، وذلك في إشارة للتعيينات الجديدة لرؤساء تحرير هذه المؤسسات، التي صدرت عن مجلس الشورى.

واتهم وكيل نقابة الصحفيين – وقتها- جمال فهمي، جماعة الإخوان بأنها تسير على درب الرئيس المخلوع حسني مبارك، وتحاول السيطرة على وسائل الإعلام لتوجيهها حسب رغباتها!

بينما كانت الحقائق على الأرض تدحض كل هذه الاتهامات، سواء تعلقت بعناصر إخوانية داخل القطاعات الحيوية أو بمحاولات للسيطرة على هذه القطاعات، ويؤكد الخبراء أن الجيش والشرطة كان من الصعب جدا بل المستحيل – أحيانا- أن يتمكن الإخوان أو أبناؤهم من الالتحاق بهما.

حالة تفزيع

ومنذ أن حكم عبد الناصر مصر بالحديد والنار، يعلم كل مصري أن الالتحاق بالجيش والشرطة، وكذلك القضاء والإعلام، كان يقتضي موافقات أمنية من جهاز أمن الدولة، وبالتالي مُنع أعضاء جماعة الإخوان وأبناؤهم وأقاربهم منها، ولا ينفي ذلك وجود بعض الشخصيات المتدينة في هذه القطاعات، فذلك أمر طبيعي يرجع لنشأتهم وليس لانتمائهم لجماعة الإخوان.

وكان الحديث عن “الأخونة” الذي نفاه السيسي أمس، ينطلق من حالة التفزيع التي كرسها نظام مبارك لدى النخبة وقطاعات من الشعب تجاه جماعة الإخوان، والتيارات الإسلامية بشكل عام، والآن وبعد أن تراكمت فوق رأس الشعب المصري مصائب الانقلاب، أدرك أن الإخوان قوة سياسية كبيرة العدد، جيدة التنظيم، نجحت في تحقيق الفوز في الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، وكان من حق أعضائها تولي المناصب في مختلف المجالات، طالما انطبقت عليهم الشروط المتعلقة بالمهنية والكفاءة.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …