بعد دفنه سرا وإلغاء العزاء.. أخو محمد صلاح: العالم كله يفتخر بك يا شهيد

للمرة الأولى منذ عملية يوم السبت الماضي على الحدود المصرية الإسرائيلية، ظهر شقيق الجندي محمد صلاح ناعيًا أخاه ومعلنًا تفاصيل دفن جثمانه ووصيته.

وقال محمود -شقيق محمد صلاح- عبر فيسبوك مساء الثلاثاء “أخي ابن أمي وأبى، إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، وإنا على فراق أخي الشهيد البطل لمحزنون”.

وتابع “أفتخر بك وكل العالم يفتخر بك، أخي الشهيد محمد صلاح.. الشهيد بكل فخر واعتزاز”.

وأتبعه بمنشور آخر جاء فيه “شكر الله سعيكم جميعًا، ولا أراكم الله مكروهًا في عزيز لكم، تم دفن جثمان الشهيد البطل محمد صلاح في مسقط رأسه”، ولم يذكر اسم البلدة.

وأضاف “الجنازة كانت مقتصرة على أهله والمقربين من الشهيد، وتنفيذًا لوصية الشهيد أن لا يقام له عزاء، وشكر الله سعيكم جميعًا”، دون مزيد من التفاصيل.

وحسب مراقبين فإن هناك ضغوطا مورست على أهل الشهيد محمد صلاح حتى تم إلغاء عزائه واعتقل عددا من المعزين أثناء حضورهم إلى منزل صلاح، مشيرين إلى أن العزاء ألغي بناء على توصية من الجانب الإسرائيلي إلى عباس كامل، مدير المخابرات، مراعاة لشعور أهالي الإسرائيليين القتلى في عملية الشهيد محمد صلاح.

وكتب محمود منشورًا فجر اليوم على صفحة شقيقه الراحل محمد صلاح قائلًا “أنا أخويا بطل، ربنا يرحمك يا بطل ويجعل عملك ده في ميزان حسناتك ويسكنك الفردوس الأعلى، وبإذن الله أنت شهيد، يا محمد متقلقش والله يا حبيبي، ربنا يصبّر حبايبك علي فراقك”.

وتابع “يا بختك والله يا ابني، إنت ربنا بيحبك، هتوحشني وهتوحش حبايبك كلهم، ربنا يجمعنا بيك في الجنة إن شاء الله يا حبيبي {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}. في جنات النعيم يا بطل”.

ويُعَد ذلك أول تأكيد من عائلة الجندي للمعلومات المتداولة عنه بعدما كشفت تل أبيب -قبل يومين- هويته وصوره دون أي تعليق رسمي من الجانب المصري.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن محمد صلاح (22 عامًا) دُفن في مسقط رأسه بمحافظة القليوبية شمالي مصر، وكان يقيم مع أسرته في منطقة عين شمس شمال شرقي العاصمة القاهرة.

وأشارت إلى أن محمد لم يكمل تعليمه، ولم يكن له أي نشاط سياسي من قريب أو من بعيد، وكان يعول أسرته مع أخيه الأكبر محمود بعد وفاة والدهما صلاح في حادث سير.

والاثنين، كسرت تل أبيب جدار الصمت الرسمي المصري بشأن ملابسات وهوية مُنفذ عملية معبر العوجة الحدودي التي قُتل فيها 3 جنود إسرائيليين فجر السبت الماضي، وأكدت تسليم جثمانه إلى القاهرة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية أن صلاح جُنّد في الجيش المصري في يونيو 2022 وعمل شرطيًّا على الحدود مع إسرائيل، وأشارت إلى أن صلاح ربما نفّذ العملية تضامنًا مع فلسطين كما تدل عليه منشوراته في حسابه على فيسبوك.

ولم ينتظر المصريون بيانات القاهرة الرسمية، واحتفوا بمحمد صلاح الذي تحوّل خلال ساعات إلى “بطل شعبي”، واتجهت الأنظار إلى صفحته على فيسبوك لتصبح وجهة كل وسائل الإعلام العربية والعبرية. وكان آخر ما كتبه محمد صلاح على صفحته قبل شهرين “اللهم كما أصلحت الصالحين أصلحني واجعلني منهم”.

ولا تزال عملية محمد صلاح التي هزت الأوساط العربية والإسرائيلية، حديث المنصات وكان لها صدى مميز في فلسطين على وجه الخصوص، حيث أقيم له بيت عزاء في جنين وجنازة رمزية برام الله في الضفة الغربية المحتلة.

وتصاعدت التفاعلات عبر وسوم (#محمد_صلاح) و(#فخر_العرب_الحقيقي) و(#عزا_البطل_المصري)، وانتقد ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجاهل الإعلام المصري قصة محمد صلاح ومحاولة التعتيم عليها، وأشاروا إلى أن العملية أكدت أن التطبيع مع إسرائيل مرفوض بشكل واضح على مستوى الشعوب العربية.

شاهد أيضاً

اعتقال 206 متظاهر يهودي في نيويورك بسبب دعم لغزة

اعتقلت الشرطة الأميركية في نيويورك أكثر من 200 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من مجموعات يهودية مناهضة …