بعد 19 سنة حرب .. أمريكا تنسحب من أفغانستان وتوقع اتفاقية مع “طالبان”

توقع الولايات المتحدة وحركة طالبان اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة اتفاق إحلال السلام في أفغانستان، بحضور شخصيات من عدة دول، وذلك عقب تهدئة لمدة سبعة أيام أعلنتها واشنطن وطالبان وانتهت أمس الجمعة.

 وينهي الاتفاق حربا في أفغانستان دامت 19 سنة، شهدت خلال هذه الفترة آلاف القتلى من المدنيين إضافة إلى الجنود الأميركيين.

ويشارك في توقيع الاتفاق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والملا عبد الغني برادر نائب الشؤون السياسية لطالبان، إضافة إلى مشاركة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل الثاني عن راعية الاتفاق.

كما يشارك في حفل توقيع الاتفاق مسؤولون عن 18 دولة أبرزهم وزير خارجية باكستان (شاه محمود قريشي) وتركيا (محمد جاويش أوغلو) إضافة إلى مشاركة أربع منظمات دولية.

ولم يكشف بعد عن تفاصيل الاتفاق، إلا أن هناك توقعات بأن يشمل انسحابا تدريجيا للقوات الأميركية إضافة إلى إطلاق حوار أفغاني أفغاني، ولكن الرئيس اﻷمريكي ترامب قال انه لا توجد مصالح امريكية في افغانستان وعلينا اعادة القوات اﻷمريكية.

وأمرت حركة طالبان جميع مقاتليها اليوم السبت “بالامتناع عن شن أي هجوم”، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن ذلك “من أجل سعادة الأمة”

بدورها رحبت السفارة الأميركية في كابل بما وصفته بـ “يوم تاريخ لأفغانستان”، ونقلت رويترز عن مسؤولين في السفارة أن “الأمر يتعلق بتحقيق السلام وصياغة مستقبل مشترك أكثر إشراقا. نحن نساند أفغانستان”

وتعليقا على الاتفاق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه إذا التزمت طالبان والحكومة الأفغانية به فسيكون ذلك طريقا لإنهاء الحرب وإعادة القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة.

وأكد ترامب في بيان للبيت الأبيض أن الاتفاق مع طالبان ثمرة جهود شاقة بذلها من قاتلوا بشدة في أفغانستان لصالح الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الاتفاق خطوة مهمة لإحلال سلام دائم في أفغانستان الجديدة الخالية من القاعدة وتنظيم الدولة وأي جماعة “إرهابية” تسعى لإلحاق الأذى بواشنطن، وفق تعبيره.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إن بلاده لاحظت انخفاضا كبيرا في العنف بأفغانستان خلال الأيام الستة الماضية.

وبالتزامن مع توقيع الاتفاق وصل العاصمة الأفغانية كابل وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، حيث سيجريان مباحثات مع رئيس البلاد أشرف غني.

وينص الاتفاق على أن تنسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بالتدريج إلا أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي معلومات بخصوص تاريخ الانسحاب.

وعقب توقيع الاتفاق بين واشنطن وطالبان، ستقوم الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية بإخلاء سبيل 5 آلاف سجين من طالبان، فيما تطلق حركة طالبان سراح ألف شخص محتجز لديها.

وستقوم الولايات المتحدة بدور الوسيط خلال مباحثات الحوار الأفغاني الذي سيناقش المشاكل الداخلية في أفغانستان ومطالب كلا الطرفين.

بالرغم من عدم وجود توافق في وجهات النظر بين الحكومة الأفغانية والسياسيين حول اتفاق السلام إلا أن الرئيس الأفغاني أشرف غني بدأ في التجهيزات اللازمة من أجل اتفاق السلام.

وعقد أشرف غني اجتماعاً تشاورياً في العاصمة كابول مع قادة الفيالق والولاة في عموم البلاد من أجل بدء الحوار الأفغاني.

وخلال الاجتماع قال الرئيس الأفغاني إنه يريد إنهاء أعمال العنف تماماً في أفغانستان وتحقيق السلام بشكل ملحوظ في البلاد.

وأضاف أن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بموجب الاتفاق مع طالبان لم يؤدِّ إلى أي آثار سلبية في البلاد.

وأتهم غلب الدين حكمتيار رئيس حزب “الحزب الإسلامي” الحكومة بالتصرف بمفردها في موضوع محادثات السلام وقال حكمتيار إن وفد التفاوض الذي سيدير الحوار الأفغاني يجب أن يمثل كل القطاعات بالمجتمع.

وأكد أنه ينبغي ألا تكون كل الصلاحيات في يد الحكومة فقط بل يجب أن يتمتع وفد المفاوضات ببعض الصلاحيات في موضوع السلام وأشار حكمتيار إلى أن الحكومة والسياسيين لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق في وجهات النظر بخصوص الحوار الأفغاني.

كما صرح رئيس المجلس التنفيذي بأفغانستان عبد الله عبد الله والرئيس السابق حامد كرزاي بأن وفد التفاوض يجب أن يكون شاملاً ويتمتع بصلاحيات.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ألغى في 5 سبتمبر/ أيلول الماضي محادثات السلام التي انطلقت بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في ديسمبر/ كانون أول عام 2018 عقب هجوم استهدف الجنود الأمريكيين في أفغانستان وتبنته حركة طالبان.

وعقب تعليق المحادثات مع الولايات المتحدة لجأت حركة طالبان إلى روسيا فأرسلت وفداً إلى موسكو من أجل العمل على استئناف محادثات السلام.

وتم استئناف المفاوضات التي لف الغموض مصيرها عدة أسابيع، عقب إطلاق حركة طالبان سراح مواطنين أمريكيين كانت تحتجزهما.

وتسيطر حركة طالبان على مناطق كثيرة في أفغانستان وتشكل عنصر تهديد على الحكومة التي يديرها الرئيس أشرف غني.

وبذلت الحكومة الأفغانية عدة محاولات لبدء محادثات السلام مع حركة طالبان وقامت بتأسيس مجلس السلام لهذا الغرض.

وكان هناك خطة لعقد لقاءات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في يونيو/ حزيران عام 2013 بالعاصمة القطرية الدوحة في عهد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي.

 غير أن الحكومة الأفغانية انسحبت من المحادثات بسبب تعليق طالبان لوحة كتب عليها “إمارة أفغانستان الإسلامية”، إضافة إلى وضع راية للحركة بالمكتب الذي كان سيستضيف المحادثات. وتم إغلاق المكتب بعد شهر وتعليق المحادثات.

منطقة المرفقات

شاهد أيضاً

صفقة الأسرى تشعل الغضب ضد نتنياهو و67 جندي من لواء واحد قتلوا

قال الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي، عزام أبو العدس، إن هناك حالة غضب كبيرة وغير …