كشفت مجلة “بوليتيكو” عن تسبب حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في قلق لدى الإدارة الأمريكية خشية أن توجه إيران أصابع الاتهام إلى واشنطن أو دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المجلة نقلا عن ثلاثة من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن المسؤولين الأمريكيين سعوا خلال عمليات البحث عن الرئيس الإيراني التي استمرت ما يقرب من نصف يوم، إلى معرفة من قد تسعى إيران لاتهامه بالضلوع في الحادث.
وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين انتظروا تحديثات عن البحث عن المروحية المفقودة، كما طرحوا لساعات تساؤلات حول كيف يمكن أن يغير الحادث ديناميكيات الشرق الأوسط.
وذكرت المجلة، أنه كان هناك مخاوف أمريكية من أن تقدم إيران بسرعة على اتهام الولايات المتحدة أو الاحتلال الإسرائيلي بالتورط في حادثة تحطم المروحية التي أودت بحياة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، رغم عدم وجود أي معلومات استخباراتية تشير إلى أي شيء آخر غير وقوع حادث في طقس سيئ، حسب زعمها.
والاثنين، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية في منطقة وعرة من محافظة أذربيجان الشرقية، الأحد.
وكان محافظ محافظة تبريز مالك رحمتي، وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، من أبرز الشخصيات التي توفيت في الحادث بجانب الرئيس ووزير خارجيته.
وفي تعليقه على الحادثة، شدد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال حديثه للصحفيين الاثنين، على أن بلاده “ليس لها دور تلعبه في هذا الحادث”، حسب تعبيره.
ولم توجه إيران التي تمكنت من العثور على حطام المروحية المنكوبة بعد ما يقرب من 12 ساعة على فقدانها، أصابع الاتهام إلى الاحتلال الإسرائيلي، لكن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، اتهم الولايات المتحدة بالتسبب في وفاة رئيسي عبر منعها طهران من استيراد الطائرات وقطع الغيار والصيانة للطائرات.
وفي سياق متصل، أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تراقب كيفية تعامل إيران مع الأزمة الحالية، كما نقلت عن مسؤول في إدارة بايدن وصفته بـ”الكبير”، قوله إنه “لا يراهن على أي تغييرات في السياسة”.
ووفق تحليل المجلة، فإن الإدارة الأمريكية تعتقد أن طهران ستنشغل بمشاكلها الداخلية “درجة أنها لن تكون قادرة على إجراء تغييرات كبيرة في سياساتها الإقليمية، بما في ذلك دعمها للقوى الوكيلة التي تزعزع استقرار العديد من الدول العربية وإسرائيل والولايات المتحدة”.