بعد أن نقلتها مواقع الأخبار المصرية والعالمية.. حذفت “حنان البدرى”، مديرة مكتب جريدة روز اليوسف في العاصمة الأمريكية واشنطن، تدوينتها التي نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والتي كشفت فيها عصابة شرطة اللواء “عبد الغفار”، المسئولة عن قتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى.
مفاجأة التسجيل!
وكانت حنان قد قالت فى تدوينتها، “عاجل.. حان وقت الحقيقة.. أرجو أن يكون الوفد المصرى الذى يستعد للذهاب لإيطاليا بخصوص قضية روجينى مستعدًا لقول الحقيقة كاملة، وكذلك للمفاجأة التى تنتظرهم هناك”.
وأضافت: “الإيطاليون تمكنوا من الحصول على أدلة بالصوت والصورة، ليس فقط لـ”شهود القهوة”، بل تسجيلات لمكالمات بين رجال الشرطة فى منطقة بعينها، عن طريق طرف ثالث, مضيفة “بلدنا بطنها مفتوحة”.
وتابعت: “وتوصلوا لاسم الجانى وتاريخه بما فى ذلك حكم على الفاعل الرئيسى بالسجن سنة مع وقف التنفيذ، فى قضايا تعذيب وقتل سابقة. الإيطاليون لديهم إثباتات أخرى بخصوص البطاقات التى قالت الداخلية إنها ضُبطت مع القتلى الخمسة بحادثة الميكروباص، والإيطاليون وصلوا للشركة المصنعة لبطاقات الشرطة واكتشفوا أن البطاقات بحوزة قتلى الميكروباص غير مزورة، أعتقد أنه لا مناص من قول الحقيقة لأن الخيار الآن، أصبح بين التضحية بالجناة، أو قطع العلاقات مع إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبى، وهذه ليست قضية للتعامل معها بخفة.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد”.
فاتورة القتل
وفي ذات السياق حذر الكاتب الصحفي “محمد عصمت” من خطورة عدم تنبه سلطات الانقلاب العسكري إلى خطورة الفاتورة الناتجة عن قتلهم “ريجيني” .
وأكد “عصمت” في مقال نُشر له بـ”الشروق” اليوم الثلاثاء، تحت عنوان: “فاتورة ريجيني” إن عددًا من التداعيات الخطيرة تنتظر الانقلاب منها أنها أسقطت نظرياته عن “متلازمة الأمن والحرية”، كما أن مقتل ريجيني سيعرّض مصر لعقوبات اقتصادية صعبة، فضلًا عن جعل الغرب مستعدًا لقبول من يطرح نفسه كـ”بديل” للسيسي.
ويواجه السيسي فضائح إعلامية شرسة في العديد من الصحف الغربية، بسبب قتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، والتى تتردد أصداؤها فى المؤسسات السياسية الغربية، وكشفت الفضائح غباء التعامل الإعلامي لأجهزة الأمن، وتسويق أكاذيب حول هذا الحادث الهمجي!
وكان ريجيني في زيارة طويلة لمصر لجمع معلومات لبحثه للدكتوراه في جامعة كمبردج البريطانية عن الحركة العمالية المصرية.
وعُثر على جثمانه في منطقة صحراء خارج القاهرة الكبرى، وعليها علامات تعذيب شديد وأكد الطب الشرعي أنه تعرض لتعذيب لمدة 10 أيام قبل وفاته، واختفى “ريجيني” بالقرب من ميدان التحرير، بالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.
ظهور الحقيقة
وقال وزير العدل الإيطالي، أندريه أورلاندو، خلال استقبال جثمان ريجيني في مطار روما “إنني هنا لأقدم عزائي والحكومة إلى أسرة ريجيني، لكنني هنا أيضا كي أؤكد عزم الحكومة على إظهار الحقيقة الكاملة بأسرع ما يمكن وأن يتم تحقيق العدالة”.
وعبر السفير الإيطالي، موريزيو ماساري، في القاهرة عن صدمته لحالة الجثمان، وقال “رؤية الجثة كانت أمرًا مدمرًا، لقد ظهرت آثار التعذيب واضحة، وقد لاحظت وجود جروح وكدمات وآثار حروق، ليس هناك شك في أن الشاب تعرض للضرب الشديد والتعذيب”.
وأثار تعذيب وقتل ريجيني على يد سلطات الانقلاب غضبًا دوليًا، وقام 4500 من الأكاديميين بالتوقيع على عريضة تدعو إلى إجراء تحقيق في وفاته، وفي العديد من حالات القتل والتعذيب والاختفاء القسري التي تجري منذ انقلاب 3 يوليو في مصر.
وفي 10 مارس 2016، أصدر البرلمان الأوروبي في ستراسبورج اقتراحًا؛ لقرار يدين تعذيب وقتل جوليو ريجيني، والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من حكومة الانقلاب العسكري، وصدر القرار بأغلبية ساحقة.