كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أنه تحدث إلى عبد الفتاح السيسي بخصوص نقل بعض سكان غزة إلى مصر، وأنه “يتمنى ويعتقد أنه وملك الأردن (عبدالله الثاني) سيقبلان بنقل بعض سكان غزة إلى بلديهما”.
ووصف ترامب السيسي بأنه صديقه، وقال: “هو صديق لي وأنا متأكد من أنه سيساعدنا”، مضيفاً أنّ السيسي يريد السلام في المنطقة.
وعندما سأله الصحفيون عن ردّه على مسألة قبول السيسي نازحين فلسطينيين، قال ترامب: “أود أن يفعل ذلك. أتمنى لو يقبل بعضهم. لقد قدمنا لهم الكثير من المساعدة ومتأكد من أنه سيساعدنا أيضاً. إنه صديق قديم لي في مكان قاسٍ جداً في العالم. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً”
وعن أسباب رغبته في نقل بعض سكان غزة، زعم ترامب أنه يرغب في رؤيتهم يعيشون في منطقة ليست بها اضطرابات، قائلاً: “أود أن يعيش الناس في منطقة بدون اضطرابات أو ثورات أو عنف.
وعندما تنظر إلى قطاع غزة، فقد كان جحيماً لسنوات عديدة ويبدو لي أنه كان هناك العديد من الحضارات في هذه المنطقة، فالأمر بدأ منذ آلاف السنين ودائماً ما ارتبط به العنف، لذا أعتقد أنه يمكن لهم أن يعيشوا في مناطق أكثر أماناً وربما تكون أفضل وأكثر راحة بكثير”.
ورداً على سؤال حول علاقة هذا بالنسبة لحل الدولتين وهل لا يزال ملتزماً بدولة فلسطينية، قال: “سأتحدث إلى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الذي سيأتي إلى هنا قريباً جداً”
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزيرها ماركو روبيو أجرى اتصالاً هاتفياً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس الاثنين، حول تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، ورسْم مسار للأمن والاستقرار في المنطقة”.
وتابعت: “شكر الوزير روبيو الأردن على دعمه وقف إطلاق النار من خلال دوره المتكامل في تقديم المساعدات الإنسانية عبر الممر الأردني”
وكان ترامب قد اقترح، يوم السبت الفائت، استقبال الأردن ومصر المزيد من الفلسطينيين من غزة. وطرح ترامب خطة “لتطهير” قطاع غزة الذي مزقته الحرب، في تصريحات تفاقم مخاوف الفلسطينيين طويلة الأمد من إبعادهم بشكل دائم عن ديارهم.
ورفض الأردن ومصر، في مطلع الأسبوع، تصريح ترامب بأن عليهما استقبال فلسطينيين من قطاع غزة، حيث استشهد بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع عشرات الآلاف واشتعلت أزمة إنسانية. وعندما سئل ترامب عما إذا كان هذا حلاً مؤقتاً أم طويل الأمد لغزة، قال: “يمكن أن يكون هذا أو ذاك”
وأعلن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، أول من أمس الأحد، رفض بلاده خطة ترامب القاضية بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن. وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مع القائم بأعمال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ في العاصمة عمّان، إنّ موقف الأردن من تهجير الفلسطينيين “ثابت لا يتغير وضروري لتحقيق الاستقرار والسلام اللذين نريدهما جميعاً”.
وأضاف الصفدي أن تثبيت الفلسطينيين على أرضهم موقف أردني ثابت لم ولن يتغير، وأن حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين، والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”
كما أكدت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة على أنها تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة.
كما أكدت الوزارة، في بيان نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك، استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشددة على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل.