رغم أن القانون المصري يمنع التمييز على أساس الدين أو العرق، لكن تلفزيون بي بي سي البريطاني أوضح عبر فيديو ومقابلات مع محجبات أن هناك أماكن في البلاد ترفض دخول نساء محجبات فيها.
وفي تسجيلات سرية تكشف بي بي سي نيوز عربي عن شركات ومطاعم تمارس التمييز ضد محجبات في مصر، اللاتي يقلن إن التمييز يجعل حياتهن وخياراتهن محدودة.
القانون المصري يمنع التمييز على أساس الدين أو العرق، لكن بي بي سي حددت أماكن في البلاد ترفض دخول نساء محجبات فيها pic.twitter.com/ibL7I1xuI9
— BBC News عربي (@BBCArabic) August 26, 2022
ويقول بي بي سي نيوز عربي 26 أغسطس 2022 أنه منذ 2015، بدأت نساء مصريات محجبات اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من تعرضهن للتمييز.
ممنوع محجبات بالمطاعم الراقية
ميار عمر، مديرة أبحاث تعيش في القاهرة وتبلغ من العمر 25 عاماً، قالت إنها واجهت مشاكل متكررة عند ذهابها إلى بعض المطاعم الراقية بسبب حجابها.
حاولت بي بي سي نيوز عربي الحجز في 15 مطعماً راقياً في مختلف أنحاء القاهرة، وهي التي تعرضت عبر الإنترنت إلى أكثر الاتهامات بممارسة التمييز ضد المحجبات وكانت المفاجأة أن معظم الأماكن طلبت الاطلاع على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لكافة الضيوف، وذكر 11 من الأماكن التي ردت بأن أغطية الرأس غير مسموح بها.
قالت: أرسلنا رجلاً وزوجته المحجبة متنكرين، إلى بعض هذه الأماكن التي أخبرتنا بأنها لا تسمح بدخول النساء المحجبات.
في “لوبرجين” وهو مطعم وبار في حي الزمالك الراقي، أبلغ الموظف على الباب فريق بي بي سي على الفور أن الحجاب ممنوع نظراً لوجود بار في المكان، وعندما تحدثنا مع المدير، كان هو الآخر مصراً على أن “الحجاب ممنوع”.
لكن بعد فضح بي بي سي لهم والتأكيد أنه سيتم نشر ذلك، أبلغتهم أدارة “لوبرجين” أن أدلتنا “غير دقيقة” وأن رفض دخول المحجبات ليس من قواعد المكان و”نحن ندينه” أخبرنا المكان أيضاً:” لقد أكدنا سياستنا الداخلية على موظفينا لتجنب أي التباس في المستقبل”
في “كازان” وهو مطعم وبار في نفس المنطقة، أُخبر موظفي الاستقبال بي بي سي مرةً أخرى بأن “المشكلة هي في الحجاب”، وعندما سألنا عن السبب، أجابوا ببساطة: “هذه قواعد المكان”.
وفي “أنديامو بيتزا غاردن أند بار” في مصر الجديدة، رُفض طلب فريق بي بي سي للدخول في البداية، ولكن بعد الاعتراض، أُخبرنا أن بإمكاننا الدخول ولكن علينا أن نجلس في زاوية، وبرر المدير ذلك بقوله: ” هذه تعليمات وزارة السياحة، وإذا وجدوا امرأة محجبة بجوار البار فسيفرضون علينا غرامة”.
عادل المصري، رئيس غرفة المنشآت والمطاعم السياحية أبلغ بي بي سي: “لم يصدر في أي عهد من عهود السياحة قرار بمنع دخول المحجبات (إلى أماكن الترفيه) هذا غير مقبول التمييز غير مقبول، هذه أماكن عامة”
ممنوع بيع عقارات للمحجبات
حصلت بي بي سي نيوز عربي أيضاً على أدلة توحي بفرض لافيستا، وهي شركة كبيرة للتطوير العقاري، قيوداً على النساء المحجبات الراغبات بشراء شقق في القرى السياحية. الشركة لديها مشاريع في القاهرة بالإضافة إلى العديد من المشاريع الراقية في المناطق الساحلية.
وسبق لها أن قامت ببيع عقارات إلى نساء محجبات، لكننا وجدنا الكثير من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تتهم لافيستا بتغيير سياستها الآن ووضعها قيوداً عليهن.
وقال مدير في شركة متعددة الجنسيات أنه اتصل بعدة شركات سمسرة عقارية لشراء عقار في لافيستا، لكنهم أبلغوه عند اتصاله بها “نحن آسفون، لافيستا متشددة بعض الشيء فيما يتعلق بالحجاب”
اتصلت بي بي سي بثمانٍ من شركات السمسرة العقارية الرئيسية، وتنكر عضو في فريقنا كزوج لامرأة محجبة ويرغب بشراء وحدة في مشروع لافيستا الساحلي فأبلغتهم ست من شركات السمسرة بعدم إمكانية الشراء في لافيستا ونصحتهم بالبحث في مكان آخر.
أبلغت إحداها مراسل بي بي سي المتنكر: “هي يمكن أن أكون صريحاً معك؟ بالتأكيد إبحث عن بديل”، وذهب سمسار آخر إلى القول: “لأكن صريحاً معك، إنهم عنصريون فيما يتعلق بالساحل الشمالي والعين السخنة”
شرح أحد سماسرة العقارات طريقة عملهم: ” لن يقولوا لك “لن نبيع لك” بل سيقولون “هذا المشروع الذي اخترته مغلق الآن وسنتصل بك عندما يفتح لكنهم لن يتصلوا بك”.
وعندما اتصل مراسل بي بي سي المتنكر هاتفياً بـ “لا فيستا” وذكر أن زوجته محجبة، أُخبر بأنه سيتم وضع اسمه في قائمة الانتظار وأنه لا توجد عقارات متوفرة.
بعد عدة أسابيع، زار مكتب لافيستا، ولكنه لم يذكر هذه المرة أن زوجته ترتدي الحجاب فتم إبلاغه بتوفر وحدات عقارية للتسليم الفوري، وعندما سألهم عن نوعية الناس الذين يسكنون في لافيستا، أخبرته وكيلة الشركة ” الفكرة هي أن كل الناس هنا متشابهون”، وذكرت أن إحدى مجمعات لافيستا “لا توجد فيها أية محجبات”.
طبقية وتمييز
في معظم الحالات، السبب الرئيسي هو الطبقية”، تشرح ندى نشأت، وهي محامية وناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة وتضيف: “للأسف أصبح الحجاب بالنسبة للناس زياً شعبياً لكننا نجد أيضاً تمييزاً ضد غير المحجبات من الطبقات المتوسطة والشعبية”
قالت أميرة صابر عضو البرلمان المصري وهي نشطة في الدفاع عن حقوق المرأة “إذا واصلنا المسير على هذا الطريق للتمييز بين بعضنا البعض فسنعيش في فقاعات مغلقة في مجتمع لا يفهم فيه أحد الآخر”.
وأضافت بأن الدستور المصري واضح، وهو أن هذا النوع من التمييز غير مسموح به، “سأستخدم بالتأكيد إحدى أدواتي البرلمانية لأسأل المسؤولين في الحكومة كيف يمكن أن نضمن عدم تكرار حدوث ذلك. وإذا حدث فيجب معاقبة المذنب”.