علامات أونلاين

تقرير حقوقي: انتهاكات بشعة في السجون المصرية لحقوق قيادات الإخوان كبار السن

انتقد تقرير حقوقي صادر عن “مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان” الأوضاع داخل السجون المصرية والانتهاكات البشعة التي تطال قيادات الإخوان خصوصا من كبار السن، مؤكدا أنهم يعانون من “موت بطئ” بفعل هذه الممارسات التي تستهدفهم عمدا.

التقرير أشار إلى منع الزيارة عن المرشد العام الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، والدكتور محمود عزت، ومحمد رشاد بيومي، والدكتور محمد علي بشر، ورصد الانتهاكات الحقوقية والقانونية في سجن بدر المصري “سيء السمعة” كما وصفه، والذي هو بديل لمعتقل العقرب في سجن طره.

أكد أن هؤلاء المعتقلون السياسيون في السجون المصرية يعانون من موت بطيء نتيجة الحرمان الكامل من أبسط حقوقهم الإنسانية، ومنها: الحق في الحياة والحق في الحصول على العلاج والحق في محاكمة عادلة.

كما يتم حرمانهم الحق في الزيارة ومن الحق في ظروف احتجاز آدمية والحق في التعامل معهم كبشر حيث حُرموا من حق الزيارة لأكثر من سبع سنوات، ويُحرمون من العلاج والرعاية الطبية، مما يؤدي إلى قتلهم ببطء.

بديع في زنزانة انفرادية

التقرير الحقوقي أوضح أن الدكتور محمد بديع (81 عاما) المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين، معتقل منذ أغسطس 2013 ومحتجز حاليًا في زنزانة انفرادية وفي سجن بدر سيء السمعة  ويحاكم محاكمة غير عادلة في عشرات القضايا على مستوى محافظات مصر، وحُكم عليه بمئات السنين من السجن وحكمًا بالإعدام، وموجود في سجن بدر 3 (تأهيل 3) بعد أن كان محتجزًا في سجن طرة.

وقد أفادت تقارير بتدهور حالته الصحية ونقله إلى المستشفى عام 2016، وبانه قد عانى من آلام في الظهر، وأن إدارة السجن قد رفضت إخضاعه للعلاج في سبتمبر 2018 وفي نوفمبر 2017، حذرت أسرته من تعرضه لمخاطر صحية مع قدوم فصل الشتاء.

وأكدت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان أن محمد بديع مُنع من الزيارة لمدة متواصلة من أكتوبر 2016 إلى أن تم نقله في بداية عام 2022 إلى سجن بدر في زنزانة انفرادية، وأنه ممنوع من الزيارة كبقية المعتقلين في سجن بدر 3.

وتتم محاكمته محاكمة غير عادلة في قفص زجاجي وغير مسمح له بالاتصال بمحاميه أو الحديث معه أثناء انعقاد الجلسات وتشكو أسرته من انتهاكات بحقه منذ اعتقاله في أغسطس 2013.

وفي نوفمبر 2017، ذكرت ابنته “ضحى” أنه ينام على أرض إسمنتية بدون غطاء أو ملابس شتوية، ويعامل معاملة غير لائقة.

خيرت الشاطر وعزلة 12 عامًا

وأشار التقرير الحقوقي إلى أن المهندس محمد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر، رجل الأعمال وأحد نواب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ممنوع من الزيارة منذ 12 عامَا داخل السجون المصرية، وهوعلى ذمة عدة قضايا ذات طابع سياسي.

حيث يقبع في زنزانة انفرادية داخل سجن بدر، منذ تم نقله إلى سجن بدر 3 (تأهيل 3)، بعد فترة قضاها في سجن العقرب سيء السمعة ، وولد في 4 مايو 1950 ويبلغ من العمر حاليًا 75 عامًا.

وأكدت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان أن خيرت الشاطر ممنوع من الزيارة منذ 12 سنة، وفي مارس 2016، كانت أسرته من بين 15 أسرة من قيادات الإخوان الذين مُنعوا من زيارة ذويهم في سجن العقرب.

وهذا المنع “لسنوات” يُعد مخالفة قانونية وحقوقية لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.

ولم يُذكر سبب رسمي محدد لمنع الزيارة عنه بشكل مباشر في سجن بدر، وقالت المنظمة الحقوقية أن غياب الشفافية هذا (في أسباب منع الزيارة) يتعارض مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان، وقد حاولت عائلته مواجهة هذه القيود قانونًا، ولكن باءت محاولاتها بالفشل.

كما أكدت هيئة الدفاع عنه في يناير 2022 أن تجديد الحبس، واستمرار منع الزيارة يتم بالمخالفة للقانون، مما يشير إلى وجود خلاف قانوني حول مدى جوازية استمرار منع الزيارة لفترة طويلة.

وقد أعربت ابنته سارة عن مخاوفها بشأن وضعه الصحي في يناير 2020، وأكدت هيئة الدفاع عنه انقطاع أخباره ومنعه من الزيارة لسنوات، مما يعكس قلقًا بشأن سلامته ورفاهيته، وقد ذكرت مؤسسة حقوقية في يناير 2022 أنه يشتكي من الإهمال الصحي.

وفي يناير 2022، أفادت وسائل إعلام حينها أنه خلال إحدى جلسات محاكمته اشتكى من الإهمال الصحي وعدم تلقيه الرعاية الصحية اللازمة، وتشير المعلومات إلى أنه يعاني من عدة أمراض مزمنة تشمل السكري والضغط وقصور الدرقية والقلب، بالإضافة إلى أنه قد أجريت له عملية قسطرة في القلب عام 2011، وهذه الأمراض تتطلب متابعة طبية منتظمة وتوفير أدوية خاصة، وعدم توفر هذه الرعاية قد يشكل تهديدًا لحياته وصحته.

وفي عام 2017، ذكرت ابنته سارة الشاطر إصابته بتسممٍ غذائي، مما يعكس مشاكل محتملة في جودة الطعام المقدم في السجون المصرية بشكلٍ عام وقد طلبت عائلته بنقله إلى مستشفى لتلقي العلاج اللازم لحالته القلبية ومرض السكري، لكن السلطات رفضت ذلك، وهو ما يشكل انتهاكًا للمادة 55 من الدستور المصري التي تجرم حرمان المحتجزين من الرعاية الصحية.

ويواجه خيرت الشاطر اتهامات مزعومة عديدة، منها التحريض على قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد، والتخابر مع دولة أجنبية، والانضمام إلى جماعة إرهابية، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، والتحريض على العنف والتظاهر، والسعي لقلب نظام الحكم بالقوة.

وقد صدر بحقه حكم نهائي بالسجن المؤبد في قضية “أحداث مكتب الإرشاد”.

وتتم محاكمته في (قاعات ملحقة بالسجن)، داخل قفص زجاجي عازل للصوت حاجب للرؤية في كثير من الأحيان يُمنع من التواصل مع محاميه، أو التحدث إليه، في إهدارٍ تامٍ لضمانات المحاكمات العادلة.

كما جرى وضع جميع أملاكه تحت التحفظ هو، وجميع أبنائه، وأزواج بناته، فيما تم اعتقال نجليه سعد والحسن، وابنته عائشة، وزوج أخته محمود غزلان، و5 من أزواج بناته.

محمود عزت 81 عامًا في زنزانة انفرادية

أيضا يعاني الدكتور محمود عزت هو القائم السابق بأعمال مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين في مصر حيث يجري اعتقاله في زنزانة انفرادية في ظروف صحية سيئة وممنوع من الزيارة وتتم محاكمته في قفص زجاجي خاص ولا يسمح له بالاتصال بمحاميه أو أسرته.

والدكتور محمود عزت هو القائم السابق بأعمال مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بين عامي 2013 و2020، وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ولد في 13 أغسطس 1944 بالقاهرة، وهو أستاذ بكلية الطب في جامعة الزقازيق، ويبلغ من العمر حاليًا 81 عامًا.

وهو معتقل في مجمع سجون بدر داخل زنزانة انفرادية منذ أغسطس 2020، وقد تعرض للإخفاء القسري، ثم ظهر في ديسمبر 2020 وهو يعاني من الإرهاق الشديد، وفقدان الوزن، وعدم القدرة على المشي والحركة والوقوف، مما يشير إلى تدهور في حالته البدنية خلال فترة احتجازه.

وتزعم وزارة الداخلية المصرية أنه يتلقى الرعاية الطبية الكاملة، ومع ذلك يتناقض هذا الادعاء مع التقارير عن تدهور حالته الصحية، مما يستدعي مزيدًا من التحقق لتقييم حقيقة وضعه الصحي، وفق مركز عدالة الحقوقي.

وتشير التقارير إلى التضييق على الزيارات في سجن بدر 3، وفي ديسمبر 2020، ذكرت منظمات حقوقية استمرار منع الزيارة عنه منذ اعتقاله في أغسطس 2020، ولم تُذكر أسباب رسمية محددة لمنع الزيارة عنه بشكل مباشر.

ويواجه محمود عزت اتهامات في قضايا ذات طابعٍ سياسي، ويحاكم محاكمة غير عادلة، وقد صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد في عدة قضايا منها قضية “أحداث مكتب الإرشاد”، وقضية “اقتحام الحدود الشرقية”، وحكمًا بالإعدام في قضية “أحداث المنصة”.

 

Exit mobile version