حقيقة تلك التي كشفها المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، عندما قال إن: “الانقلاب لفّق لي 41 قضية، والمستهدف هو الإسلام”.
شكلت ثورة 25 يناير نقلة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين من الحظر العسكري، إلى صدارة المشهد السياسي، وصولا إلى ممارسة الحكم بصورة مباشرة، ثم العودة إلى مواجهة الانقلاب وقيادة الثورة وصفوف الشرعية.
وقد أثارت تجربة الإخوان في الحكم انتقادات كثيرة من قبل خصومهم الذين يحمّلون الجماعة جانبًا من المسؤولية عن وقوع انقلاب 3 يوليو 2013، بينما يرى آخرون أن الجماعة كانت ضحية مؤامرة واسعة ضدها قادت إلى الانقلاب الذي ظلت الحركة في قلب مناوئيه.
وفي مشهد عفوي انفجر مواطن بسيط في وجه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، صارخًا في وجه الديكتاتور: “الإخوان أشرف منك”، تجمهر الناس من حوله وصفقوا للكلام الذي طابق ما يجري على ألسنتهم!.
لم ينس المصريون الخدعة التي روجها إعلام العسكر، بأن “السيسي” من جماعة الإخوان، الصياح كان أكبر من التكذيب، خدعتهم “الزبيبة” المرسومة بعناية أعلى جبهته، وصوره وهو يصلي خلف الرئيس محمد مرسي، ويبكي في الصلوات “السرية”.
وحتى بعد أن اعترف الإعلامي توفيق عكاشة، أنه ظل أكثر من 6 أشهر يحشد لفكرة أن “السيسي” يتبع جماعة الإخوان المسلمين “!.
طبيب المطرية
قال الدكتور مؤمن عبد العظيم، الطبيب المعتدَى عليه من قبل أمناء قسم شرطة الانقلاب بالمطرية، إنه تنازل عن المحضر بعد أن فوجئ بتحرير محاضر ضده هو وزميله وتحويلهما إلى متهمين في القضية.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «كلام تاني»، من تقديم الإعلامية رشا نبيل، المذاع على فضائية «دريم» أن :”أمين الشرطة اعتدى على الطبيب الذي يعمل معه وهدده بتلفيق قضية بالانتماء لجماعة الإخوان”.
وأوضح: “أحد أمناء الشرطة ضربه على رأسه بالسلاح، وتم احتجازه في نقطة المستشفى”، مشيرًا إلى أن تسعة من أمناء الشرطة اقتحموا مستشفى المطرية بالسلاح وتحفظوا عليه”.
وقد عرضت الإعلامية رشا نبيل، مواجهة بين اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير داخلية الانقلاب، والطبيب مؤمن عبد العظيم، طبيب المطرية المعتدى عليه، لاستبيان حقيقة الاعتداء على الأطباء من قبل أمناء شرطة الانقلاب، وتعرض الأطباء للضغط للتنازل عن المحضر.
نشطاء ضد الانقلاب
من جانبه, علق الناشط “محمد علي”، قائلاً: “لو ترك العسكر ميادين مصر مفتوحة يوما واحدا فقط لتبين للعالم كله مدى قوة الاخوان والاسلاميين كافة في مصر ولانتهت أكذوبة 30 سونيا التي خرج فيها النصاري والعلمانيون وفلول مبارك والعسكر”.
مضيفاً:”على الرغم من أن الاخوان لم يسيئوا للجيش أثناء حكمهم بل زادوا من تسليحهم وحسنوا أوضاعهم لكن العسكر خانوهم كالعادة”، وتابع: “أنا اتحدى العسكر ومؤيديهم ومؤيدي البلطجية والراقصات والعلمانيين والشيعة وتجار الدين ان تقوموا بعمل انتخابات نزيهة مرة أخرى او استفتاء على عودة مرسي ولكنهم لم ولن ينفعلوا لأنهم مزورون”.
فيما قال الناشط “الملاح”، على صفحته بالفيس بوك:” مالا يقتلك يقويك, والشعب المصري لم يعرف قيمة الدكتور مرسي إلا بعد أن ذاق ويلات السيسي, والذين كانوا يستخفون بدعم الإخوان لبعض المنتجات التموينية أصبحوا يتحسرون على أيامهم بعد سحب حكومة الانقلاب الدعم عن كل شيء, والذين سخروا من كلام الدكتور مرسي فك الله أسره عن سد النهضة ندموا بعد تصريح الانقلابيين عن فوائد هذا السد”.
من أجل الثورة
الإعلامي “حمزة زوبع” قال في برنامج “الواقع العربي” إن الإخوان تحالفوا مع كل القوى الثورية التي تحركت في إطار سياسي يهدف لنزع السلطة عن العسكر بواسطة الشعب في 25 يناير 2011.
ونفى زوبع صحة الحديث الذي يدور في بعض الأروقة بعد الانقلاب، عن ضياع تنظيم الإخوان تماما بعد الضربات الأمنية الهائلة التي وجهت إليه على الشهور الماضية.
من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية والدراسات الأمنية في جامعة “إكستر” عمر عاشور أن موازين القوى كانت مختلة ولم تكن في صالح القوى الساعية للتغيير.
وأوضح أن “أخطاء الإخوان” تمثلت في عدم قدرتهم على الحد من الاستقطاب السياسي الشديد، وفشلهم في إدارة المناورات السياسية، وأشار إلى أن بعض الأحداث كشفت أن المؤسسة العسكرية لم تكن في صف الثورة منذ البداية بل ضدها.
وأقر عاشور بصلابة جماعة الإخوان وصمودها حتى الآن، ولكنه أشار إلى إمكانية تفادي ما حدث لو أن الإخوان مارسوا ما سماها “مناورات سياسية”، حينما اشتد عليهم الضغط السياسي وهم في سدة الحكم.