كشفت مصادر ليبية عن تمكن الانقلابي خليفة حفتر من وأد تمرد أحد قادة مليشياته البارزين في جنوب البلاد، وتنفيذ عدة إجراءات للسيطرة على الأوضاع في منطقة الجفرة، وسط الجنوب.
وبحسب معلومات حصل عليها “العربي الجديد”، فإن حفتر أصدر أمرا باستدعاء العقيد حسن الزادمة، آمر اللواء 124 معزز بمنطقة الجفرة، وحل لوائه وتفكيكه إلى ثلاث مجموعات مسلحة بقيادات جديدة، وتوزيع تمركزاتها بين ثلاث مناطق في الجفرة وأوباري وسرت.
وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم نشر هويتها، أنّ هذه الإجراءات بحق الزادمة، الذي لم يخضع لأوامر الاستدعاء ولا يعرف مكانه حتى الآن، جاءت بعد اتصالات جرت بينه وبين بعض القادة الروس القائمين على برامج إعادة هيكلة مجموعات فاغنر المتمركزة في قاعدة الجفرة، بمعزل عن قيادة حفتر.
وعلى الرغم من أن المصادر أكّدت تفاقم الخلافات بين الزادمة وصدام، نجل حفتر، مع الوقت، إلا أن إجراءات حفتر الأخيرة صدرت بشكل حاسم لإنهاء وجود الزادمة قائدا عسكريا بارزا بعد محاولته الاستقلال عنه وإجرائه اتصالاته بالروس، مشيرة إلى أن أكثرها خطرا بالنسبة لحفتر حدثت في منتصف ديسمبر الماضي عندما تولى الزادمة تأمين وصول ضباط روس إلى مقرات عسكرية استراتيجية بالجنوب، أهمها معسكرا “لويغ” القريب من الحدود مع تشاد، و”معطن السارة” القريب من الحدود مع السودان.
وأكد أحد المصادر، وهو ضابط من الجنوب، أن قلق حفتر من نفوذ الزادمة في الجنوب بدأ في الظهور منذ أشهر طويلة، خاصة بعدما كلف نجله صدام بقيادة قواته البرية في يونيو من العام الماضي، والتوجه الى الجنوب للانتشار فيه، إذ عرقل الزادمة نفوذ صدام عدة مرات في منطقة الجفرة، موضحا أن حفتر بات يخشى تغول الزادمة بسبب ارتباطاته القبلية وعلاقاته مع قادة السلاح في دول أفريقية مجاورة.