صرّحت نورهان الشيخ، أستاذة العلاقات الدولية، في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أنه منذ انتهاء “صفقة حبوب البحر الأسود”، في يوليو الماضي، أصبحت أزمة الغذاء العالمية أكثر تعقيدا، حيث أصبح توافر الغذاء وإمكانية الوصول إليه أكثر صعوبة.
وحذرت الشيخ من أن “الوضع سوف يزداد سوءا، خاصة بعد ارتفاع أسعار الحبوب بنسبة 15% نتيجة تعليق “صفقة الحبوب”، كما ارتفعت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 12.1%، ووصل مؤشر أسعار الأرز إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2011، فيما قفزت أسعار القمح العالمية أكثر من 10%، وارتفعت أسعار الذرة بنسبة 5.4%”.
وترى الشيخ أن “انهيار “صفقة الحبوب” سبب أساسي لهذا الوضع الغذائي المتردي، فالغرب يحصل على كل الفوائد ولا يفي أبدا بتعهداته بموجب الاتفاق، وكان الهدف الرئيسي من الصفقة هو مساعدة الدول الفقيرة، التي تعاني من الجوع وتحسين ظروفها الغذائية، إلا أن الدول الأوروبية، بسياساتها وعقليتها الاستعمارية المعهودة، أخذت لنفسها نصيب الأسد”.
وأضافت الخبيرة بأن “الدول الأوروبية حصلت على أكثر من 40% من إجمالي 33 طنا من الحبوب الأوكرانية، التي خرجت بموجب الصفقة، في حين لم تحصل الدول الفقيرة إلا على الفتات 3%”.
وأردفت الشيخ، قائلة: “من ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، هي المستفيد الأول من ارتفاع أسعار الحبوب، إذ أنها ثاني أكبر مصدر في العالم، كما أن الغرب لم يفي بالتزاماته المنصوص عليها في الاتفاقية بشأن صادرات الحبوب الروسية”.
وتابعت الشيخ: “من جانبها وافقت روسيا، على تجديد “اتفاقية الحبوب” ثلاث مرات، كما أكدت روسيا قدرتها على تصدير كميات هائلة من الحبوب تصل إلى 60 مليون طن، وفي مبادرة غير مسبوقة، أمدت موسكو ستة دول أفريقية من الدول الأكثر احتياجا، بالحبوب مجانا، كما أوفت بجميع التزاماتها فيما يتعلق باحتياجات مصر، من القمح وكذلك الدول الأخرى”.
ولفتت الخبيرة إلى أن “المشكلة لا تكمن في توفر الحبوب، بل في إمكانية الوصول إليها، حيث أن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، والتي أدت إلى إخراجها من نظام “سويفت” ومنع شركات الشحن والتأمين من التعامل مع روسيا، تعيق بشكل كبير سلاسل توريد الحبوب”.