خطاب الكراهية والتحريض الإيراني ضد العرب .. الكاريكاتير والفن التصويري نموذجاً

لا يكاد يخلو كتاب مدرسي أو صحيفة إيرانية يومية أو أسبوعية ولا مجلة أو موقع الكتروني من صفحة الكاريكاتير أو الرسوم التصويرية بأنواعها وتصنيفاتها المختلفة التي تصور العرب بأبشع وأقذر الصفات.

وبدلاً من  أن  يكون الرسم والفن التصويري والكاريكاتير  تعبيراً عن الكبت السياسي والاجتماعي الداخلي الإيراني، تم توجيهه بهدف اصطناع الخطر الخارجي؛ وبات يقدم شكلا اتصالي يعتمد على الدلالة الصريحة والبسيطة، لمعانٍ ذات دلالات سلبية محددة، باستخدام الرمز الذي يعبر عن هذه الدلالات في عرضه لصراع إيران مع الإقليم العربي، ويخلق إدراكا عقليا بتكوين صورة نمطية  مشوهه عن العرب، لم ولن  تُنسى بسهولة، تدفعه دائما للتفكير في كيفية الثأر من هذا العدو.

أيّ رسم كاريكاتيري يتناول صورة العرب كان ولايزال يتماشى مع المواقف الرسمية للدولة والثورة الإيرانية، وقد توسّع فنّ الرسم والتصوير والكاريكاتير في الكتب المدرسية والصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية، بحيث بات هذا الفن أحد أدوات إيران لهندسة الصدام والصراع  مع العرب.

وقد لعب الكاريكاتير دورا هاما في أشكال الصراع الإيراني منذ الثورة إلى الآن، لما له من مقدرة على مخاطبة العقل والتأثير فيه، خاصة الفئات الاجتماعية على مختلف توجهاتها الثقافية والسياسية والأيدلوجية على مدار العقود الخمسة الماضية، من منطلق أنه أداة هامة لرسم الشخصية العربية.

تلعب الرسوم التصويرية  والكاريكاتيرية دورا أكبر من دور الكلمة المقروءة في كثير من الأحيان، خصوصا عند عدم اكتفائه بتصوير الواقع كما يراه، بل ينتقل من الضحك والاستهزاء إلى التحريض المباشر وإثارة المشاعر والدفع نحو التصرف والتطبيق, ويعتبر الوسيلة الأسهل في إيصال الأفكار والمعلومات للشعوب الإيرانية  بمختلف مستوياتها وانتماءاتها.

الرسوم التصويرية والكاريكاتورية تم توظيفها برعاية رسمية كجزء من عملية الصراع والمواجهة مع العرب؛ وذلك يدفعنا إلى التساؤل حول تأثير ودور الرسومات التصويرية والكاريكاتيرية في دعم الجهد التربوي والسياسي والقومي والمذهبي لدعم عملية التحريض والكراهية ضد العرب .

الملاحظ للرسوم الكاريكاتيرية والتصويرية الإيرانية أنها تتسم  بالتشويه والتحريض والاستفزاز؛ لأنها باختصار تهوى الفضح والإثارة في مختلف المناحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بدلاً من تركيزها على أوجاع المواطن الإيراني، ومحاكاة همومه. وبدلاً من تعميق أواصر اللحمة والوحدة بين قطاعات شعبه، وأجنحته السياسية المتصارعة المتشعبة الأفكار والمبادئ، بات أداة يوظفها النظام لصناعة العدو ” العربي”  وتضخيم المشاكل معه.                                 

سوف نعرض للفن التصويري وفن الكاريكاتير ونماذج مقتضبة منه – مع ما يتناسب مع الذوق العام لأن هناك صورا فظيعة لم نعرض لها -, ودوره في إدارة الصراع الإيراني مع العرب؛ بفعل جملة من القيم التي جاءت ثمرة من ثمرات الكثير من التناقضات السياسية  والاجتماعية والسياسية والحضارية؛ التي أسهم التعليم الإيراني بترسيخها  بعد الثورة الإيرانية.

وترجمة لذلك؛ نسج الفنان الإيراني بريشته وألوانه المتأرجحة بين التحريض والكراهية صورة قاتمة للعرب .

 بالمجمل هي رسومات نابضة بالعدوانية، تحاول أن  تؤدى الرسالة  التي تستنهض الهمم للتعبئة، وليكون لها تداعياتها السياسية والاجتماعية والمذهبية، ومحاولة نسف جسور التواصل  مع الآخر.

تحاول الكتب المدرسية والصحافة والإيرانية أن تعمد إلى المعلومة  وتقديم الخبر في رسومات، بشكل فظ وساخر، وتدعمه – في بعض الأحيان – بتعليق لحشد التأييد والتعاطف مع السياسة الإيرانية,  حيث تعمد إلى رسم خطى معركة الصراع العربي الإيراني, وتختلق بيئة صراعية تسعى للشحن والتعبئة حول الأحداث الساخنة؛ لا سيما توظيف مداخل الأزمات الإقليمية في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، كما اهتمت الرسوم التصويرية والكاريكاتير بإبراز ملامح الصراع الفارسي – العربي بثوب من  عدم المصداقية والموضوعية، الذي كشف عن السمات السلبية في الشخصية العربية، والاستهزاء بالعرب؛ وهي صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح، وتشويه طبيعة خصائص الشخصية العربية، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي، والسياسي.

الشخصية العربية حسب ريشة الفنان الرسمي الإيراني تحب العيش في الملذات و الفوضى وعدم النظام، والوساطة، والعمالة مع العدو ” الاستكبار العالمي: أميركا بريطانيا وإسرائيل، والدول العربية  هي كيانات ممزقة, مستمرة في الصراع والخلافات الداخلية، وعبر الفنان الإيراني عن سخرية الموقف، من خلال تقاطيع الوجه وتعبيرات الجسد، ويهدف من خلال هذا الرمز إلى  إحداث خليط من المبالغة؛ وبشكل لا يتناسب مع الحدث، وأن يعبر عنه بشكل لا  يتوافق مع المعطيات على الأرض، وبالمقابل تضخيم قدرات إيران.

وقع رسام الكاريكاتير والفن التصويري في مصيدة السياسة التي انعكست على المجتمع الإيراني بجميع فئاته ومكوناته، وحيث أن إعلام دولة ولي الفقيه إعلام مسيس وحزبي؛ نلاحظ أن معظم الكتاب والمصورين والصحفيين ومنهم رسامو الكاريكاتير يقعون في هذا المستنقع .

استخدم رسام الكاريكاتير الإيراني الملامح الفنية ليسخرها لتحميل الشيء أكثر من طاقته؛ أي المبالغة والمغالاة، وقد استخدم الفكاهة والسخرية في الكلمة والفعل والصورة والحركة لتوحي بمعانٍ أخرى مختلفة، ويوجها كوسيلة للوصول إلى أغراضه، إذ لم يعد منتجاً للهجاء فقط. 

العرب

العرب تاريخياً

تصور  الرسوم والكاريكاتير صورة قاتمة للفتح العربي لبلاد  فارس، حيث تعكس صورة القبائل العربية الهمجية التي ارتبطت بالصحراء والجمل والوسائل البدائية في القتال, وتحاول أن تعكس  حقائق تاريخية مشوهة ومزورة في أحيان كثيرة ؛ تم إخضاعها مسبقا لايدولوجيا السياسة كتصوير الفتح الإسلامي، على أنه   اجتياح، غزو، احتلال، هجمة عسكرية، وتجسيد صورة قبيحة للفاتحين العرب بأنهم غزاة، طامعين، عباد شهوات، منتهكو  حرمات، فيحكي الكاريكاتير والرسوم التصويرية مأساة الفتح العربي الإسلامي لبلاد فارس، وتنقل ما حل بإيران بريشة سوداء  وأسلوب يشوبه الكراهية والتحريض والتحريف.

2222

3333

2

4444

555

666

Untitled

0000

666667

1

نماذج  بسيطة

حاول  الكاريكاتير والرسم  التصويري التركيز  على  نقش صورة  دنيئة للعرب واعتبارهم أمة متخلفة أهل بدو وسكان صحراء قاحلة مرتبطة بالخيمة والجمل والتخلف، لا يملكون أيا من مقومات الحضارة والتقدم، وتصويرهم بأقبح الصور من خلال اللباس، ولصق صفة العمالة بهم.

تقدم إيران وريادتها

بالمقابل حاول الكاريكاتير والفن التصويري إظهار الإيراني  بصورة نمطية؛ حيث القوة والبأس والريادة والعلم والمعرفة

1

2

فارسية الخليج والجزر

يركز الكاريكاتير والفن التصويري على  تناول أسماء الأماكن الجغرافية التابعة للسيادة الإيرانية من جزر، وأنهار باعتبارها مناطق فارسية، في محاولة لترسيخ فارسية الزمان والمكان مثل: الخليج الفارسي، رود أروند ” شط العرب ” الجزر الإيرانية ” طنب الكبرى، الصغرى، جزيرة أبوموسى”، معتبرين دول مجلس التعاون أرضا إيرانية؛ يرفعون العلم الإيراني عليها، واستحضار التاريخ، وكان هذا الشعار الرسمي لاحتفالات إيران بيوم الخليج “الفارسي” .

يحاول رسام الكاريكاتير كذلك إظهار دول الخليج بأنها دول كرتونية ممزقة شبيهة بالصناعات الصينية الرديئة التي لا تدوم.

  3

4

5

6

7

8

 9

 10

التأمر على قضايا الأمة

يحاول الكاريكاتير والفن التصويري التأكيد على أن العرب عملاء متآمرون على قضايا الأمة الإسلامية؛ لا سيما القضية الفلسطينية والسورية واليمنية والبحرينية.  

العلاقات مع دول الاستكبار والتآمر معها

العرب دوماً متآمرون منذ الدعوة الإسلامية وآل البيت ولغاية الآن .

الخلافات العربية

فالعرب في حالة انشغال دائم إما بالشهوات والملذات والتآمر على الأمة وقضاياها وإما بالصراعات الداخلية فيما بينهم .

خلافات العرب

دعم الإرهاب

العرب ليسوا فقط أهل جاهلية وبدع وضلال ؛ بل هم من صنع الإرهاب الذي جاء من خلال الدعوة الوهابية.

14

15

16

17

الإساءة إلى علماء الدين

جهاد النكاح أحد ثمرات دعاة الوهابية، وحتى أنهم يجيزون نكاح المحارم!

والنتيجة, أن فنان الكاريكاتير والرسوم التصويرية الإيراني سعى لتوظيف هذا الفن لخدمة أهداف الثورة الإيرانية، سواء كانت سياسية أو أيدلوجية أو اجتماعية؛ لذا نستطيع القول إن الكاريكاتير والفن التصويري استطاع أن يقدم الدعم الكبير للنظام الإيراني بهدف التعبئة ضد الأخر العربي، وتضخيم فكرة اختلاق عدو جديد، بما يخدم سياسات النظام.

12

13

————————

رئيس وحدة الدراسات الإيرانية – مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …