جلست في رواق يعج بالمتنازعين في محكمة الأسرة بزنانيري، تمسك بيدها حافظة مستندات باهتة اللون بها أوراق دعوى خلع ضد زوجها، وعلى وجهها الذي أكمل عامه الثالث والعشرين للتو، نظرات الوجوم واليأس، وكأنها تسترجع لحظات مريرة عاشتها في كنف رجل لم يصن كرامتها.
بدأت «دعاء.م»، الزوجة حديثها بصوت واهن قائلة: «تعرفت على زوجي عن طريق أحد أقاربي، والذي رشحني له وأعجبنا ببعضنا، وتقدم لخطبتي سريعا، وتزوجنا بعد خطبة استمرت لـ3 أشهر فقط، وظننت أنه الزوج المناسب لي، ولكنني اكتشفت أني كنت واهمة، فبعد أن منّ الله علينا بطفلي الأول، بدأت معاملته لي تختلف إلى الأسوأ، وأصبح الطفل هو كل شيء بالنسبة له، وبدأ في إهمالي تماما، ولو بكى الطفل يقوم بضربي معللاً بأنني أم جاحدة له».
وأضافت الزوجة: «تحملت تصرفاته الصبيانية كثيرا لأجل ابني، وفي يوم مشئوم وأثناء تحضيري للطعام، ومشاهدة زوجي للتليفزيون، انتابت طفلي نوبة بكاء، ونادى زوجي عليّ لإسكاته، فرددت عليه بأن يلاعبه ألى أن أنتهي من تحضير الطعام، وكأنني قمت بسبه، ففوجئت به يتشاجر معي ويصفني بأبشع الصفات، وأنني أم مستهترة، وبأنني موجودة في المنزل من أجل خدمة الطفل فقط».
واستكملت «دعاء» حديثها وقد أغرقت الدموع عينيها: «لم يكتف بنعتي بأبشع الصفات لمجرد بكاء الطفل، بل انهال عليّ بالضرب، وأصبت بنزيف حاد، وتم نقلي إلى المستشفى لأكتشف أنني حامل في الشهر الثاني، وأنني أجهضت الطفل بسبب النزيف».
واختتمت الزوجة: «بعد تلك الواقعة قررت أنني لن أعيش معه لحظة واحدة بعد أن قتل ابني، وبعد أن رأيت الموت بعيني فقررت رفع دعوى خلع ضده، لاستحالة العشرة بيننا».